المقالات
سبتمبر 2023

الرواية الإجرائية: روائيون بلا روايات

مصدر الصورة:
قد تواجه بعض المشاكل في التصفح عبر الجوال عند وجود جداول في المنشور، ولتصفح أفضل ؛ ننصحك بالتصفح عبر شاشة أكبر أو التصفح بعرض الشاشة.

على سبيل التقديم

مر عامان بالتمام على المقال الذي كتبته عن إحدى الروايات العربية التي كانت ضمن القائمة الطويلة لجائزة الرواية العربية (البوكر) في إحدى دوراتها، والتي أصابتني بالصدمة -الرواية لا الجائزة؛ فالجوائز والصدمات توأم سيامي- لأنها كانت على المستوى الفني في غاية الضعف، على الرغم من شهرة كاتبتها الأدبية. في هذا المقال قلت -على سبيل محاولة اجتراح اسم لحالة هذه الرواية-: "إنها رواية إجرائية"، فانهالت عليَّ الأسئلة من الأصدقاء في الوسط الأدبي، تستفسر عما كنت أعنيه بـمصطلح "الرواية الإجرائية"، وهل هذا المصطلح مأخوذ من أحد المراجع النقدية، أو معاجم مصطلحات نقد الرواية؟!

بدا لي من الوهلة الأولى أن المصطلح سبب صدمة ما؛ لأنه وصف حالة عامة تعاني منها كثير من الروايات العربية، وبعد فترة -ليست بطويلة- تعثرت بمقالة لأحد الكُتَّاب المعتنين بالسرد والمشتغلين فيه بجدية، يذكر فيها المصطلح دون أن يحيل لي أو إلى المقال، وأنا أتفهم ذلك بحكم أن المقال كان يتحدث عن رواية معينة لكاتبة معروفة، ربما خشي الحرج، ولم تمر فترة حتى سمعت أحد الروائيين المعروفين -والذي أحترم تجربته الروائية جدًّا- يتحدث في مؤتمر له علاقة بالرواية العربية عن "كونه يخشى أن تتحول روايته إلى رواية إجرائية" هكذا بالنص، ولم يُحِل إليَّ كذلك، ربما لأن السياق لم يستدع الإحالة، عندها شعرت بأهمية أن أضع سياقًا نظريًّا للمصطلح، وقلت لنفسي إنني لو لم أفعل ذلك سيكون اجتراحي للمصطلح مجانيًّا وبلا قصدية، والأمر عكس ذلك.

وأنا إذ أفعل ذلك الآن، أتمنى أن تكون هذه المحاولة بمثابة فتح الباب لدراسات معمقة في هذا الاتجاه، كما أود أن تتم مراجعة الفكرة والحوار حولها، فربما كان هناك تعبير أو مصطلح أكثر دقة وجدارة لوصف الحالة العامة التي لاحظت تكررها في الروايات العربية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ما سأقوم به -من محاولة لضبط وتمكين للمصطلح- ما هو إلا شيء من قبيل التأملات الجادة، التي قد لا ترقى إلى مستوى الدراسات الأكاديمية، ولا هي من قبيل الحديث العابر، الذي يطلقه بعض المتكلمين في شأن الرواية العربية دون قراءة حثيثة وجادة للمنتج الروائي العربي الحديث، لهذا السبب أعتقد أن فترة التأمل طالت إلى أن بلغت العامين، قرأت خلالهما عددًا ليس بقليل من الروايات العربية التي يصح وصفها بالإجرائية، ولكيلا أجعل من هذا التأمل مساحة لسوء الظن والاتهام بالتعريض، سأتجنب ذكر الأمثلة، وأكتفي بوصف الظاهرة، في بعدها المفاهيمي، وأسباب ظهورها المحتملة، ومدى خطورتها على واقع الرواية العربية، وربما يتسنى لي وضع بعض الحلول المقترحة.

التأصيل اللغوي والاصطلاحي

إجرائي اسم منسوب إلى إجراء، مؤنثه إجرائية، ويجمع على إجراءات، ومصدره أجرى، ويدل على مجموعة التدابير والخطوات التي تتخذ لإنجاز أمر ما، أو مجموعة الأصول والأوضاع واجبة الاتباع لإتمامه، والإجراء في العلوم أسلوب المعالجة ونسقها، وإجراء الشيء تنفيذه. (1)

والملاحظ من خلال المعنى اللغوي غياب المدلول القيمي، بمعنى أن القيام بشيء ما وإجراؤه لا يستدعي الجودة، بل يستوجب اتخاذ الخطوات الضرورية والواجبة لإتمامه، فالأمر منوط إذنْ بالخطوات المتفق عليها لقبول العمل؛ لهذا كثيرًا ما ترد لفظة إجراء مقرونة بأمور عملية بحتة، مثل إجراءات وقائية، أو إجراءات قانونية، أو إجراءات إدارية، وهكذا.

ومن خلال النظر إلى المعنى اللغوي وتأمله، أجده متطابقًا مع ما كنت أود ربطه بظاهرة الرواية الإجرائية، التي يتوافر فيها هذا البعد العملي؛ فالرواية الإجرائية هي الرواية التي تتبع التدابير والخطوات النظرية لكتابة حكاية ما، اعتمادًا على النظريات النقدية المتفق عليها عمليًّا، بالمعنى الصناعي، الذي يحقق أصول وعناصر العمل القصصي، من أحداث وشخصيات وزمان ومكان وخلافه، مع إعطاء هذه العناصر جانبها من الحضور الشكلي، الخالي أو المُؤجل لأسئلة الفن الروائي الحقيقية، وهذا الشكل الروائي وإن كان يتوفر على القصدية، إلا أنه يذهب باتجاه المراتب الدنيا منها، ولا يحاول الاقتراب من مستوياتها العليا، وبالتالي يحقق البعد الإجرائي فقط، الذي يهتم بالخطوات والعمليات التي تُصعِّب على المتلقي إخراج العمل من حقل الجنس الفني (الرواية)، فيظل العمل داخل حظيرة جنس الرواية من حيث الإجراء، لكن دون قيمة أو تأثير يُذكر، وكأنها رواية زائفة، لأسباب سأحاول تفصيلها لاحقًا.

الاختبار

يقول الروائي والمعلم الكبير بهاء طاهر: "إن القارئ المُدرَّب قادر على اكتشاف الرواية الحقيقية من الزائفة، غير أن كل رواية تحتاج إلى اجتياز اختبارين مهمين، الاختبار الأول هو: حكم الجمهور، غير أن هذا الحكم قد يصيب وقد يخطئ؛ بمعنى أن بعض الروايات تلقى رواجًا جماهيريًّا لأسباب لا علاقة لها بالفن. أما الاختبار الثاني أو الحكم النهائي الذي لا نقض فيه ولا إبرام -بلغة أهل القانون- فهو اختبار الزمن. فمع مرور السنين تسقط من ذاكرة الجمهور والأدب الروايات التي لا تستحق الاعتبار، في حين تصبح الروايات الحقيقية جزءًا من الذخيرة الباقية للفن الروائي. وأنا أعتبر هذا الدرس البسيط هو أهم ما تعلمته من تجربتي كقارئ للرواية وكاتب لها، لا تخدعني مهرجانات المديح لروايات بعينها، ولا حملات الهجوم على غيرها. أقول لنفسي: ما زلنا في مرحلة الاختبار الأول.. مكتفيًا بحكمي الخاص على ما أقرأ، وذلك ما أنصح به كل قارئ عاشق للرواية، وإن كنت أعتقد أن القرّاء يفعلونه دون أن أقوله!".(2)

وأنا وإن كنت أرى عبقرية فذة في هذا الدرس البسيط بحد تعبير بهاء طاهر نفسه، إلا أنني أرى فيه نوعًا من الهروب من مواجهة الحقيقة، التي أعتقد أنها موجودة في قيمة الصدق النقدي؛ بمعنى السعي إلى مواجهة القبح الروائي، الذي لا يضيف إلى خارطة الفن الروائي سوى القيمة العددية، ومحاولة تسميته بشجاعة؛ لأن التسمية ستبرز وجوده المتواري خلف الصفة الشكلية، كما أن فيها (أي التسمية ووضع المصطلح) نوعًا من التحذير الضمني، الذي سيُشعر المشتغل في حقل الكتابة الروائية بالمسؤولية الأدبية تجاه النوع الأدبي أولًا، وتجاه الأدب بشكل عام، فالمسألة ليست مجرد رقن على لوحة مفاتيح الجهاز المحمول، المسألة كما وصفها بهاء طاهر خاضعة لاختبارين، أحدهما في يدنا وخاضع لمسؤوليتنا كقرّاء وعشّاق للرواية ومتابعين لحركة تطورها، والآخر ليس لنا حيلة فيه، وأنا أشدد من خلال وضع توصيف للظاهرة على ما في يدنا، ولا أستهين بحقنا الحاضر في وصف المشكلة وتسميتها، انتصارًا للجمال وانحيازًا للفن، خاصة في هذه اللحظة الزمانية التي تحاول أن تتحكم فيها بعض جهات ثقافية، مثل الجوائز ودور النشر الكبرى في الذائقة الجمعية.

الأسباب

لأي ظاهرةٍ أسبابٌ جوهرية أدَّت لنشوئها، ولو ذهبنا نتتبع أسباب تفشي ظاهرة الرواية الإجرائية، وهيمنتها على الجو السردي العربي العام سنجد أن أعظم هذه الأسباب هو غياب الوعي الفني، الذي يخلط بين أبسط الفروق، أي بين ما هو من الفن وما هو من خارجه، مثل عدم التفريق بين الخطاب والحكاية، بين ما يُقال وكيف يُقال، فمَن منا لم يتعثر بأحاديث بعض الروائيين الإجرائيين عن أن الرواية هي تطور طبيعي للحكاية الشفاهية، أو مَن يقول إن للرواية أصولًا في ثقافتنا العربية، خالطًا بين فن الرواية كمفهوم ومنتج حضاري ضروري ولازم للحداثة، يمثل صوت الطبقة الوسطى، أو بحد تعبير باختين "الرواية ملحمة العصر الحديث"(3)، وبين فعل القص الموجود منذ الأزل. أو مَن يُعلي من قصدية الفعل الروائي، ويدَّعي أن مجرد كتابة (رواية) على غلاف العمل السردي يجعلها كذلك، متجاهلًا وعي القارئ وذكاءه، بل وقدرته على الغوص في مجاهل المفاهيم التقدمية لفن الرواية.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى الغياب غير الواعي لإجابات الأسئلة الروائية لدى الروايات الإجرائية، مثل سؤال ما الطريقة التي نتعرف بها على الراوي؟ ومَن المروي له في الحكاية؟ وعن أهمية موقعه من الخطاب؟ وما الطريقة -أو الحبكة- التي تُكوّن وجهة النظر؟ وكيف تخدم الفواعل الروائية جميع عناصر العمل، وتتحكم بها؟ فالواضح في ظل غياب مثل هذه الأسئلة الضرورية أن العمل الروائي في صورته الإجرائية عدو لفن الرواية ويعمل ضدها، بل ويعكس النظرية الروائية القائلة بأن الفن الروائي فن غير منجز وغير مغلق، ومنفتح على تعددية الأشكال، وبالتالي تحويله إلى مجموعة من الإجراءات والخطوات الثابتة سلفًا، يجعل منه فنًّا منتهيًا ومغلقًا، مثل كثير من الفنون التي أُغلق بابها؛ لأنها استنفدت كل طاقتها الفنية، وهنا يمكن الإحالة إلى بعض تنبؤات نجيب محفوظ المبكرة عن الرواية، حيث يخبرنا وهو العارف بأسرار هذا الفن، إن الرواية موضوعيًّا استنفدت -كالفنون الأخرى- كل موضوعاتها، ولم يعد هناك مجال أمام الروائي سوى الشكل(4)، من هنا فالرواية الإجرائية فعل مقوض للفن الروائي؛ لأنها بإجرائيتها ستجهز على القيمة المتبقة لها، وهي قيمة الشكل الروائي.

وإذا ما حاولنا معرفة كيف يتم ذلك التقويض والهدم، فيمكننا ملاحظة الواقع الثقافي والبيئة الكتابية، التي تعج بالمشاريع التعليمية، من أقسام الكتابة في بعض الجامعات، وورش الكتابة المصاحبة لأي تظاهرة ثقافية، مثل معارض الكتاب والملتقيات السردية، التي تحشد الكُتَّاب وتحاول إيهامهم بفكرة تعلّم كتابة الرواية، ولو سألنا أي مشتغل في هذا المجال سنجده قد أعد طبخة خاصة، أو دليلًا عمليًّا (كتالوج)، لهذا الأمر، يقوم على اتباع إجراءات وخطوات معينة، تنتهي على الأغلب -وفي ظل إهمال سؤال الإبداع- برواية إجرائية. والمتبحر في هذا البؤس التعليمي يعي معنى ما أتحدث عنه هنا، فقد اطلعت شخصيًّا على نماذج و(فورمات) جاهزة توزع على المتدربين، تحتوي على جداول وبيانات توصل المتدرب في نهاية البرنامج إلى نتائج شكلية، إذا التزم بها سيكون قد ألف روايته الإجرائية الزائفة، التي سيعمل على تحريرها -على الأغلب- فريق انتهازي مدرب على التمويه من خلال الحذف والإضافة، والعمل على العتبات النصية، من عناوين رئيسة وعناوين فرعية، وتصديرات واستهلالات، وغير نصية، من أغلفة براقة ولوحات مسروقة، يتناولها القارئ غير المدرب على هيئة سموم سردية في غاية الخطورة على واقع الرواية العربية؛ لأنها -وقبل كل ذلك- فيروسات مصنعة عن عمد، مبنية على قياسات الانتشار والقبول لدى المؤسسات المانحة للجوائز، التي تعِد في بياناتها الروائيين بترجمة أعمالهم إلى لغات أخرى، كل ذلك يُوضع في حسبان ورش تعليم كتابة الرواية. ولا يغيب عن أحد الإعلانات الدعائية التي تروج للقبح من قبيل: هل تريد كتابة روايتك الأولى؟ أو وعود الناشرين بالترشيح لجوائز الرواية.

هذا بالنسبة للكُتَّاب المبتدئين، أما بعض الكُتَّاب المكرسين الذين عاشوا فترة ليست بقصيرة قبل ظهور ظاهرة الرواية الإجرائية، فإن كثيرين منهم وقعوا في فخها بسبب الاستسهال ومجاراة الواقع الجديد؛ رغبة في الحضور، وخوفًا من فكرة الموت الأدبي، وبالتالي انخرطوا في حفلة الرداءة، وفي تسريع مشاريعهم الروائية؛ للحاق بمواقيت إعلان الجوائز، أو منح الكتابة، أو بداية معارض الكتاب، جاعلين من رواياتهم خيولًا في مضمار سباق وهمي، ينتهي بحفلات تدشين، وصور جميلة لا ينقصها إلا القراءة الجادة للمنتج الروائي، والملاحقة النقدية الحثيثة التي تضع هذه الروايات المتعجلة في مكانها المتدني ضمن خارطة المشهد الروائي. ولا ننسى بطبيعة الحال قنوات المديح والثناء الجاهزة عبر اليوتيوب والبودكاست وبعض القنوات الثقافية المتبقية، التي تُعطي للروائيين الإجرائيين فرصة شرح ما فات عليهم كتابته في أعمالهم، من هنا يكون النص الروائي مجرد إشارة لما سيقوله الروائي لحاقًا عبر هذه القنوات، من شرح وتبرير لنصه الإجرائي، الذي يحتوي على جميع عناصر العمل الروائي، لكن دون وجود للرواية بشكلها الفني الحديث، الذي يعمل على إرباك واستفزاز اللحظة الراهنة، محملًا بدفاعاته الفنية عن ذاته.    

وفي ظل هذه البيئة الكتابية البائسة سيحضر -بطبيعة الحال- التجريب الروائي كنوع من المراوغة، وكمكون فني مرتبك، مستهلك من قبل تدخلات المحررين، وليس كأداة فنية وموقف من الفن والأدب، فلا غرابة بعد كل ذلك، أن يقع تحت يدي القارئ غير المدرب نص روائي مشوه تمامًا، مليء بالبؤر السردية، والشخصيات المعطوبة، والحبكة المفككة بلا تعمد ولا قصدية، توقعه في الحيرة وعدم الفهم، فيقف منها موقف المُتعجب في بداية الأمر، ثم موقف المنسحب تمامًا، فيكون فن الرواية -بسبب هذه الرواية الإجرائية- الخاسر الوحيد. أما أصحاب الدأب والقراءة الجادة فيعلمون أن هذا الشكل الصناعي الزائف ليس من فن الرواية في شيء، وأن ما يربطه بالفن مجرد التشابه واتباع الخطوات والعناصر الفنية فقط لا غير.

المواجهة

ولو أردنا أن نتصور بعض الحلول لوجود هذا الشكل الممرض من الكتابة الروائية، يمكننا أن نبدأ من هذا الفعل الذي أقوم به الآن، وهو وضع تسمية لأشكال هذا القبح السردي، ومحاولة فضح أسبابه الخفية والمعلنة أيضًا، والعودة إلى النقد التقييمي، وممارسته على هذه الأشكال المعادية للفن والجمال، ومواصلة مساءلة كُتَّاب الرواية الإجرائية، ومساءلة نصوصهم قبل ذلك، والتفريق بين العمل والاشتغال في مجال النقد الأدبي، والعمل في مجال علاقات مجتمع الأدب، فالملاحظ على معظم النقاد -اليوم- حرصهم على العلاقات الثقافية أكثر من حرصهم على النقد والمثاقفة، حتى باتت كتاباتهم النقدية وملاحقاتهم للإصدارات الروائية متشابهة حد التطابق، يصلح أي مقال من مقالاتهم لوصف وتحليل أي رواية. لكن على الرغم من شيوع القبح إلا أن أسئلة الجمال ستنتصر حتمًا، وعلى الرغم من حمى الاستهلاك الروائي إلا أن القراءة النوعية والواعية موجودة على الدوام، المطلوب هو تفعيلها وجعلها واقعًا مشاعًا وحاضرًا.

المراجع:

(1) معجم: اللغة العربية المعاصر.

(2) كتاب: في مديح الرواية "قراءة لروايات وروائيين" - بهاء طاهر.

(3) مقال: ميخائيل باختين: الرواية مشروع غير منجز - د. سامية داودي.

(4) مقال: نجيب محفوظ تحدث عن أزمة الرواية العربية في الستينيات - نبيل منصر.

اطّلع على منشورات أخرى

تم تسجيلك .. ترقب ضوء معرفة مختلفة!
عذرًا، أعد المحاولة