Studies
ديسمبر 2022

تحولات المسكن السعودي

الدراسة تهدف إلى التعرف على تاريخ المسكن السعودي، منذ البدايات وحتى وقتنا الحالي، ولا تقتصر دراسة المسكن السعودي على الجوانب المعمارية فقط؛ وانما تضعها كمنطلق لكشف الكثير من القضايا العمرانية، والثقافية، والاجتماعية؛ المتعلقة بتطور المسكن والحي السكني، وماهي أبرز التطورات التي صاحبت ظهور المسكن؟ وهل يعكس المسكن شخصية الساكن ويعبر عن هويته؟ وماهي التغييرات المهمة التي أعادت تشكيل المسكن السعودي خلال العقود الماضية.

تتمثل منهجية البحث الرئيسة في النهج الوصفي، والذي يتناول التغييرات التاريخية؛ من خلال حالات دراسية متعددة، مستخدمًا عددًا من الأدوات البحثية، التي تساعد على الوصول لأهداف البحث، وتقصي فرضيته الأساسية؛ وهي المقابلات الشخصية مع المتخصصين، الدراسات الأرشيفية في المجلات المعمارية، الحالات الدراسية لعدد من المساكن السعودية المهمة.

يهدف البحث إلى التعرف على المسكن السعودي وفهمه، دراسة وتحليل تطورات المسكن السعودي، والتغييرات المهمة التي شكلت الصورة الحديثة للمسكن، استخدام آليات بحثية تاريخية ومتعددة التخصصات، في قراءة وتفسير المسكن السعودي.

مصدر الصورة:
قد تواجه بعض المشاكل في التصفح عبر الجوال عند وجود جداول في المنشور، ولتصفح أفضل ؛ ننصحك بالتصفح عبر شاشة أكبر أو التصفح بعرض الشاشة.

ملخص البحث:

مر المسكن السعودي بتحولات مهمة خلال العقود الماضية على عدة مستويات؛ من التشكيل الفراغي، والمظهر الخارجي، وظهور فراغات جديدة، وزوال أخرى. وهذا عائد للتغيرات في بنية المجتمع السعودي، على المستويات الاجتماعية والاقتصادية وخلافها؛ مما أسهم في ظهور مسكن يلبي احتياجات السكان، ويعبر عن هوياتهم المتعددة.

ولكن تظل الدراسات التاريخية التي تحاول أن تستقصي هذه التغييرات قليلة، وفي الغالب بحكم المنهجيات الأكاديمية، تكون محصورة في نطاق زمني معين، أو نمط محدد من المساكن. سنحاول في هذه الدراسة، كشف أسرار المسكن السعودي؛ متحررين من المنهجية الأكاديمية الصرفة، ومتوجهين للقارئ بشكل سردي وقصصي، يحاول حكاية سيرة المسكن السعودي بأسلوب أقرب للمقالات المطولة.

مقدمة:

الدراسة تهدف إلى التعرف على تاريخ المسكن السعودي، منذ البدايات وحتى وقتنا الحالي، ولا تقتصر دراسة المسكن السعودي على الجوانب المعمارية فقط؛ وانما تضعها كمنطلق لكشف الكثير من القضايا العمرانية، والثقافية، والاجتماعية؛ المتعلقة بتطور المسكن والحي السكني، وماهي أبرز التطورات التي صاحبت ظهور المسكن؟ وهل يعكس المسكن شخصية الساكن ويعبر عن هويته؟ وماهي التغييرات المهمة التي أعادت تشكيل المسكن السعودي خلال العقود الماضية.

تاريخيًا، مرت المساكن في مدينة الرياض بتحولات مهمة، يمكننا تلخيصها في أربع مراحل أساسية، لها تفرعات ثانوية سنأتي عليها لاحقًا، وهي المرحلة الأولى 1) المسكن التقليدي، ويمثل حقبة ما قبل تأسيس المملكة وحتى خمسينيات القرن الماضي؛ وسمات هذه المرحلة؛ البناء بالطين ومواد البناء التقليدية، التوزيع الفراغي يسيطر عليه الفناء، كموزع وفراغ رئيسي في المسكن، التكوين العمراني المتضام على مستوى المجاورة السكنية (Babsail، Al-Qawasmi.2015)؛ المرحلة التي تليها المرحلة الانتقالية؛ وفيها ساهمت عوائد النفط والتمدن السريع، في بداية تحديث المسكن السعودي بشكل غير مسبوق. المرحلة الثالثة، مرحلة الحداثة، ويبرز فيها حضور مفهوم الفيلا بشكلها العصري، واستخدام الخرسانة ومواد البناء الحديثة، وزوال بعض عناصر المسكن التقليدي مثل الفناء الداخلي. والمرحلة الأخيرة، ظهور مفهوم السكن الرأسي، سواءٌ على مستوى الشقق السكنية الحديثة، أو على مستوى الأبراج؛ نظرًا للتوجهات على مستوى متخذي القرار، بزيادة الكثافات السكانية.

أهداف البحث:

  • التعرف على المسكن السعودي وفهمه.
  • دراسة وتحليل تطورات المسكن السعودي، والتغييرات المهمة التي شكلت الصورة الحديثة للمسكن.
  • استخدام آليات بحثية تاريخية ومتعددة التخصصات، في قراءة وتفسير المسكن السعودي.
  • تقديم دراسة تاريخية للمسكن، شمولية في بعدها الزمني، تقوم على السرد بأسلوب مباشر وشيق للقارئ غير المتخصص.
  • تحليل تطورات المسكن السعودي من منظور اقتصادي، والبحث في فرضية Form follows finance

منهجية البحث:

تتمثل منهجية البحث الرئيسة في النهج الوصفي، والذي يتناول التغييرات التاريخية؛ من خلال حالات دراسية متعددة، مستخدمًا عددًا من الأدوات البحثية، التي تساعد على الوصول لأهداف البحث، وتقصي فرضيته الأساسية؛ وهي المقابلات الشخصية مع المتخصصين، الدراسات الأرشيفية في المجلات المعمارية، الحالات الدراسية لعدد من المساكن السعودية المهمة.

هيكلة البحث:

سيتم تقسيم البحث كما يلي:

المقدمة: وسيتم التطرق فيها إلى التعريف بالمشكلة البحثية، وفرضية البحث، وتعريف القارئ بالسياق العام للدراسة وأهدافها.

المسكن التقليدي: وفيها محاولة للكشف عن تبيان عظمة المسكن التقليدي، وإذا كان بالإمكان تطوير هذا النوع من السكن؛ ليتواءم مع احتياجاتنا الحديثة.

المسكن في الحقبة الانتقالية: لمحة تاريخية عن أثر التحديث السريع، في ظهور نمط سكني جديد، وبدون أي انتقال سلس، وماهي أبرز الفرص التي كانت متاحة لتطوير سكن أصيل، يعبر عن الثقافة والمجتمع المحلي.

المسكن الحديث: دراسة الحلول والمعالجات، التي تم وضعها من قبل المعماريين المحليين في وضع تصور للمسكن السعودي، وماهي أبرز الدروس؟ وهل نجحت هذه المحاولات؟

مسكن الألفية والتحديات الاقتصادية: دراسة التغييرات الاقتصادية التي قلصت من مساحة المسكن السعودي، وظهور مسكن متقشف، وهل يلبي هذا النوع احتياجات السكان؟

الخاتمة: يحتوي هذا الفصل على خلاصة النتائج، والتوصيات، وخاتمة الدراسة.

تمهيد

ما الذي غيَّر المسكن السعودي؟ ما الذي جعلنا نغير من بنيته، مستبدلين الفناء الداخلي ذا الخصوصية المرهفة، والأُلفة الاجتماعية، والعلاقة الخارجية مع البيئة الطبيعية؛ بالفراغ الداخلي كالصالة. ما الذي جعل فراغ المسكن، الذي كان لا يتجاوز 150م2 يصاب بالترهل، وأن تكبر المساحات وتقل علاقة الناس بالسكنى الحقيقية؟ هل ساهمت الطفرة في هذا التوسع غير الإنساني؟ حتى أصبحت جل فراغات المسكن السعودي في وقت من الأوقات متباعدة وجافة؟

العمران بالمجمل في المملكة مرَّ بتحولات غير مسبوقة في زمن وجيز، أحيانًا لعقد أو نصف، وكان فيه التحديث هو الهدف، وربما جعل من هذا الأمر منافيًا للعمران التقليدي، ومحاولة للخروج من عباءة السكن الأصيل. المسكن السعودي هو جزء من العمران في المنطقة، وللنظر في هذه التغيرات الدراماتيكية؛ يجب العودة إلى تاريخ هذه المراحل، فالتحولات التي مر بها المسكن، مشابهة للتغييرات التي لازمت المسكن في منطقة الخليج العربي(Alasanfi,2001; AlAjmi,2009; Al-Mohannadi AS, Furlan R. 2022).

فالتحولات الاقتصادية الكبرى، التي غيرت من هذه الدول إبان اكتشاف النفط، وما أنتجته من نمط اقتصادي جديد آنذاك، (الاقتصاد النفطي)؛ ساهم في تغيير بنية المجتمعات الخليجية، ويمكننا تلخيص أهم هذه التبعات؛ في توسع المدن التنموي، وما أفرزه من زيادة سكانية واحتياج للعمالة؛ مما ساهم في تبلور الدولة الحديثة (الرميحي، 1995).

لذا نجد أن أغلب الباحثين في تاريخ وتطور النهضة العمرانية في المنطقة (Adham, 2009, Elsheshtawy, 2008 ) غالبًا ما يؤرخون لمراحل التطور العمراني في المنطقة إلى أربع مراحل أساسية: 1- مرحلة ما قبل النفط، وبالتحديد مرحلة العمران التقليدي، 2- مرحلة التحديث 3- مرحلة الركود  4- مرحلة المشاريع الكبرى. يمكن في هذا البحث سبر أغوار التطور السكني في مدينة الرياض؛ مستشهدين بهذا الإطار المفاهيمي، الذي يمكن أن يتم تطبيقه على أي نوع من أنواع العمران، وبالتالي النظر بعين فاحصة لتبعات هذه المراحل، ومن ثم الخروج بنوع من الرؤية المستقبلية لما يمكن تصوره من تحديات للمسكن السعودي. بالإضافة إلى العودة إلى دراسات وثَّقت مراحل تطور المسكن السعودي (باهمام، 2018). ((Alqahtani and Alissan, 2021

المرحلة التقليدية:

تميَّز المسكن في منطقة نجد، بنفس السمات التي تميِّز المسكن العربي في منطقة الجزيرة العربية؛ فدائمًا ما نجد المساكن التقليدية في المنطقة تحافظ على سمات عامة، تكون مشتركة وقائمة على تجارب السكان عبر الزمن، حتى تم الوصول للشكل الأمثل، والأداء الأجود من الناحية البيئية لهذه المساكن. يقول ويليلم فيسي (2016) في كتابه " العودة إلى الأرض: " إن المسكن التقليدي في منطقة نجد، تميَّز بالبناء بالطين والبنية المتضامة، التي تساعد على حماية السكان من قسوة الطقس الحار والهواء المحمل بالأتربة، وكان الحل الأمثل هو البيت ذو الفناء التقليدي، والذي ساعده النسيج المتضام، والذي جعل من الأبنية تقوم بدور الحماية بعضها لبعض من كمية الإشعاع الشمسي القاسي، والهواء المحمل بالأتربة.

يذكر في هذا السياق " أن المساكن المبنية بالطين توفر حماية مثلى ضد الحرارة؛ عندما يتم ضمها مع بعضها البعض، باستخدام الحوائط المشتركة في كتل الأحياء المشتركة، وهذا ما يجعل حوائط قليلة فقط معرضة للحرارة. لقد بنيت قرى نجد القديمة مثل الرياض على هذه الشاكلة، مع سلسلة من الأسقف المستمرة، تتخللها آبار إضاءة، شكلتها الأفنية الداخلية والشوارع الضيقة" (فيسي -90).

صورة تحتوي على نصتم إنشاء الوصف تلقائياً
صورة 1. تفاصيل العمارة التقليدية الأصيلة (المصدر: العمارة المحلية في المملكة العربية السعودية، د. فهد السعيد)

إلا أن هذه التقاليد في الغالب تم تجاهلها، وبدأ الاتجاه نحو رؤية أكثر حداثة في التعامل مع العمران وتصميم المساكن. وفي نفس السياق ينتقد الخياط (1988)، الممارسات الحديثة في عمران مدن الخليج، معللًا أن هذه التصاميم في الغالب غريبة، وغير متسقة مع السياقات البيئية والثقافية للمنطقة، ومذكرًا بالمميزات المهمة للعمران التقليدي في المنطقة: الانسجام في النسيج العمراني، وعلاقة المباني بعضها ببعض، التهوية الطبيعية ودورها في جعل البيئة الداخلية ملائمة للناس، مواد البناء في الغالب مستغلة من البيئة المحلية وغير مستوردة، التوزيع الفراغي للمسكن يغطي الاحتياجات الاجتماعية ويلبي ثقافة وعادات السكان. (Al-Sanafi, 2011)

العمارة والعمران في المجتمعات التقليدية العربية بشكل عام، و منطقة نجد بشكل خاص في دراستنا هذه، كانت تبنى على القيم التي تحقق لهم الحماية و توفر الخصوصية، وكان الحل الأبرز في هذه الحالة، هو التوجه للداخل كمنهج فراغي Inward-looking approach  وكما ذكرنا سابقًا، توافق هذا الحل الفراغي مع الحاجة للحماية البيئية، وتوفير البيئة الحرارية الملائمة، وهذا يمكن إدراكه من خلال النظر للبيئة العمرانية بشكل عام؛ فالنسيج المتضام بمبانيه المستندة بعضها على بعض، وكأنها ترسل رسالة للمار، بأننا جزء لا يمكن أن تصوره بعيدًا عن الكل، وكأن البيئة العمرانية بشوارعها الضيقة وظلالها التي تلقيها على الأبنية المجاورة حماية من أشعة الشمس؛ تحكي قصة بيت واحد كبير.

صورة 2 النسيج العمراني التقليدي لمنطقة نجد (المصدر John McAslan).

يؤكد الأفغاني (1991)، أن المنزل التقليدي حاوٍ للاحتياجات الإنسانية، وحامٍ للأشخاص من العوامل البيئية المختلفة، وذلك بالاستخدام الأمثل لعناصر المسكن، التي ساعدت في تطويع البيئة لصالح السكان؛ فالفناء الداخلي بقدرته على توفير الهواء والإضاءة بشكل معتدل، وكمساحة اجتماعية للعائلة؛ جعل من المسكن التقليدي ملائمًا للعوامل البيئية والاجتماعية، وملبيًا لاحتياجات السكان. كما وفرت المساحة الداخلية (الفناء) الهواء والضوء، وكذلك المساحة الاجتماعية التي تمارس فيها الأسرة أنشطة حياتها اليومية. كذلك استخدام المواد المحلية ودورها في جعل البيئة الحرارية الداخلية للمسكن أكثر راحة. لذا يمكن اعتبار أن المفاهيم المختلفة لبيوت الرياض التقليدية، تمثل أفضل حل للمناطق الحارة والجافة، ونفس الأمر من الممكن أن توصف به المجاورة السكنية.

في دراسة توثيقية مهمة للمنازل التقليدية في منطقة نجد يؤكد المؤلفون (مصلي، شاكر، منديلي، 1977م.) على أهمية الفناء كعنصر مهم في بنية المسكن التقليدي وعلى دوره الاجتماعي والبيئي

" فالمنازل في نجد من الطراز الذي يتضمن فناء سماويًا مركزيًا، مثلها في ذلك المنازل الحضرية التقليدية في الأصقاع والمناطق الحارة الجافة الأخرى. وقوام هذا الطراز، هو كون كل منزل عبارة عن صندوق مربع الشكل مفتوح إلى الفضاء، وحجراته ضيقة مرتفعة السقف، تحف الفناء ويحف بها الجدار الخارجي. وإذا ما وجدت النوافذ في الجدار الخارجي؛ فإنها تكون صغيرة المساحة جدًا، بينما تكون لمعظم الحجرات نوافذ كبيرة وأبواب تفتح إلى الفناء السماوي المركزي".

يمكننا أن نخلص هنا، إلى أن عمارة ومساكن هذه المرحلة، تميزت بعمارة ذات طابع أصيل، متوافقة مع السياق البيئي والثقافي للمنطقة، ومعتمدة على المواد المحلية وطرق البناء التقليدية، وهذا ما أنتج لنا عمارة تنتمي لمحيطها، وملبية لحاجات السكان.

المرحلة الانتقالية:

تميزت المرحلة الانتقالية بعمارة المساكن ذات البنية التقليدية في توزيعها الفراغي، ولكن بمظهر تجميلي أكثر عصرية، ومواد بناء أكثر حداثة، استخدمت فيها مواد مثل الخرسانة المسلحة والطوب الإسمنتي (.(Alqahtani and Alissan, 2021

فكان بناء الناصرية في عهد جلالة الملك سعود، مثالًا بارزًا لهذه المرحلة، واستخدام المواد والتقنيات الحديثة ومزاوجتها مع بعض العناصر التقليدية، تميزت المساكن في هذه المرحلة والتي عرفت فيما بعد (بالبيوت الشعبية) باستخدام الأفنية، وبذات التوزيع الفراغي للمساكن التقليدية. وعلى مستوى التخطيط، كان النهج هو التخطيط الشبكي، وهو ما نجده في أحد أهم أحياء هذه المرحلة؛ حي منفوحة (الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض- التيسير والاستدامة).

يذهب د مشاري النعيم في وصف هذه المرحلة، بأنها المرحلة الأولى للمقاومة الثقافية؛ محاولًا تقديم تفسير لآلية المقاومة، وكيف يمكن لهذه المرحلة أن تسهم في تطوير الأشكال التقليدية، ومحاولة فرز العناصر الدخيلة على الثقافة المحلية، " عندما تستعير الثقافة المحلية أفكارًا وأشكالًا جديدة لتوظيفها في البيئة السكنية؛ تحدث مجموعة عمليات لمقاومة هذا الجديد. هذه العمليات هي ما يمكن أن نسميه " آلية المقاومة الثقافية في البيئة العمرانية"، وتبدأ بعمل المرشح الثقافي، والمرشح الشخصي، كما أنها تحتاج إلى فترة زمنية كي يحدث فيها الانتقاء والتكيف، ومقاربة الجديد لما هو موجود ومتصور في أذهان الناس. فالمرشح الثقافي يهتم بنواة القيم والذاكرة الجماعية؛ بينما المرشح الشخصي يهتم بالعادات الشخصية والقيم الجمالية، التي يفضلها شخص دون آخر ضمن المرشح الثقافي؟ هذان المرشحان يعملان بصورة لاشعورية؛ لأنهما يشكلان تصور الإنسان وأفكاره عن نفسه، وعن كل ما يحيط به. فأي عمل يقوم به هو عمل لهذين المرشحين، وهنا يؤكد (النعيم، 1425)، على أن المسكن الهجين هو الأقرب إلى وصف هذه المرحلة؛ لأن الهجين يستدعي التداخل بين الماضي والحاضر، وكذلك هو اللحظة غير المستقرة التي تتميز فيها المرحلة بتداخل الصور والقيم؛ بدون مرجعية أو إدراك واضح.  

ربما تظل هذه المرحلة رغم قصرها، من أكثر المراحل خصوبة في مجال تطوير العمارة المحلية، وتطويع طرق البناء الحديثة لخدمة مبادئ وعناصر العمران التقليدي؛ ولو تم إعطاء الفرصة كاملة والوقت الكافي لكانت هذه التجربة بداية مهمة لخلق هوية أصيلة للعمران السعودي. ولكن يبدو أن رغبة التحديث المتسارعة، والتي تزامنت مع رغبة السكان في الحداثة والانعتاق من البيئات التقليدية، رغم ما تحمله من معانٍ في وقتها ماضوية ومتأخرة عن السياق؛ جعل نبذ العمران التقليدي نوعًا من الوجاهة المجتمعية، والبناء الحديث ضربًا من ضروب التقدم.

مرحلة الحداثة:

تعتبر التجربة الحداثية، هي التجربة الأكثر تغييرًا في بنية المسكن السعودي، فالانتقال من المسكن التقليدي الأكثر شاعرية وسكونًا، إلى تجربة تعتبر جديدة وراديكالية في التعامل مع التوزيع الفراغي للمسكن، ونوعية المواد لحديثة المستخدمة، التوجه من introvert approach الى extrovert هذه السمات الحديثة؛ جعلت المسكن السعودي يتحول إلى نمط جديد، يعكس أسلوب حياة مختلفًا عن السابق، والمدهش هو التحول في مرحلة انتقالية تعتبر وجيزة. يذكر الباحث (Akpinar,1992) أن هذه التحولات التي غيَّرت من شكل المسكن التقليدي السعودي العفوي؛ نتيجة للتنمية المتسارعة ومتطلبات الفترة الزمنية آنذاك؛ ساهمت بشكل كبير في تلاشي كثير من العادات التقليدية، القيم، والأنماط الثقافية. كذلك يذهب د. فادان (1983) في دراسته المهمة عن تطور المسكن السعودي، إلى أن التغييرات في البلدان المختلفة في طور التحديث غالبًا ما تستغرق عقودًا من الزمن؛ ولكن مرحلة التحديث السريعة التي حدثت في العمارة، وبالتحديد المسكن السعودي؛ لم تتجاوز عشر سنوات. ربما ساهم في ذلك دخول النمط الجديد للفيلا للمجتمع السعودي؛ من خلال مشروع إسكان أرامكو في الظهران، والذي كان بمثابة نقل نمط الفيلا الأمريكية من المجتمع الأمريكي، ومحاولة استزراعه في المجتمع السعودي بدون أي مقدمات، هذه الخطوة ساهمت في تسريع تبني النمط الحديث للفيلا في المجتمع السعودي. وهذا ما نراه تحديدًا في سكن العاملين السعوديين في أرامكو آنذاك، الذي بدا فيه تأثير نمط المجمع السكني الخاص بالعاملين الأمريكيين، وتبني استخدام المواد الحديثة الموجودة آنذاك، ومحاولة تطويعها لتلبية الاحتياجات الخاصة بهم؛ مما أفرز آنذاك، نوعًا من المساكن ذات صبغة حديثة في سياق تقليدي.

ومع ذلك، ظلت الدراسات التي تحاول تقديم تفسير دقيق، والربط ما بين التغيير المادي للبيئة المبينة، والتأثير المباشر على السكان وعاداتهم وتقاليدهم قليلة، وظل الموضوع بحاجة إلى مزيد من الدراسة        والبحث، ولا زالت البيئة السكنية لدينا تمر بتحولات عدة، يكون فيها التغيير الاقتصادي هو المحرك الرئيس لهذه التحولات، وهذا مبحث مهم، يمكننا النظر فيه في الجزء الأخير من هذه الدراسة.

صورة 3. إسكان موظفي الدولة حي الملز.

ربما يظل تأثير ظهور نمط الفيلا الحديث في أرامكو، وما استحدثه من تغييرات مهمة في بنية السكن السعودي، ماثلًا في أغلب المدن السعودية، إلا أن مدينة الرياض استقبلت مثل هذا التحديث في مشروع حكومي، وهذا ما جعل تأثيره مباشرًا على أغلب السكان فيما بعد، في اتجاههم لتبني نموذج حديث يعبر عن التطور، وهذا ما نجده في إسكان الملز. يؤكد ((Alqahtani and Alissan, 2021 أن: "المرحلة المعاصرة، التي ظهرت مع مشروع الملز، والذي يحتوي على 745 فيلا سكنية، وثلاث عمارات للشقق السكنية، وقد صمم ونفذ هذا المشروع ليكون مشروعاً سكنياً لموظفي الوزارات بعد نقل مقار الوزارات من مكة المكرمة للعاصمة الرياض ، وقد تم في هذا المشروع الاستعانة بمعماريين ومهندسين من غير السعوديين؛ وذلك نظرًا لكون أساتذة وعمال البناء التقليدي، لم يكن لديهم القدرة الكافية لبناء مثل هذا المشروع. ويقدِّر (باهمام، 2018) أن المرحلة المعاصرة استمرت في النمو حتى الوقت الراهن؛ غير أن الكثير من التحولات طرأت على المسكن السعودي؛ نتيجة للمتغيرات الاقتصادية، والاجتماعية، والسكانية، والحضارية؛ حيث ظهرت أنماط كثيرة ومختلفة من المساكن، على سبيل المثال: الفلل الحديثة المنفصلة، الدبلوكسات، مباني الشقق السكنية، القصور السكنية.. وغيرها، وباستمرار فترة التحديث، التي ركزت على استعارة شكل ونموذج سكني جديد في الغالب (Single family house)، وبدون العودة إلى الشكل الأصيل للمنزل والذي كان في مرحلة يلبي احتياجات العائلة الممتدة، وكذلك دون تطوير الفراغات الداخلية، أو اللغة المعمارية المستخدمة. ظهرت موجة من الانتقادات التي طالت العمارة غير المتصلة مع أصالة الماضي، والتي لم تحقق الحاجة الحقيقية للسكان؛ سواءً من حيث الهوية، أو من حيث الأداء البيئي للمساكن، والتي اعتمدت بشكل كبير على نمط جديد من التكييف وخلافه، والتي ألغت فكرة استدامة هذه المباني وملاءمتها لمناخ المنطقة. في خضم هذه الفترة، كتب قيصر طالب (1984)، دراسة تحليلية لتطور المسكن السعودي آنذاك في جميع مناطق المملكة، خاتمًا دراسته المهمة، بانتقاد للتوجه الذي أحدثته هذه الفترة، في تبني النموذج الحديث بالكامل، دون استمرارية أو استلهام من عناصر الماضي، ويذكر في هذا السياق " التأثير الواضح للعمارة الغربية في مدن الخليج، والهوية الزائفة بدون أي ارتباط مع التقاليد ... الإسكان في السعودية حاليًا، ليس مستلهمًا من فكرة العيش بالماضي، أو الاحتياج الحقيقي للمجتمع السعودي. أنماط المسكن التقليدي في السعودية، استبدلت في كثير من الحالات بأشكال جديدة للمساكن في العشرين عامًا الأخيرة، الفناء الداخلي استبدل بما يشبه المربعات الخرسانية المنفتحة على الخارج، وهي غير ملائمة للمناخ، ولكن مع ظهور التكييف الصناعي؛ أصبح أثر المناخ على التصميم محدودًا ".

المعماري المطور (التطوير العقاري):

ساهم ظهور المطور العقاري، المدرك لاحتياجات السكان الحقيقة؛ في ظهور نوع مختلف من السكن السعودي، وظهرت نماذج أكثر حداثة، تنازلت عن كثير من تعقيدات المسكن السعودي الوظيفية، بل يذهب بعض المهتمين مثل المعماري عبد المحسن الذياب، إلى وصف هذه المرحلة بالعمارة السطحية؛ حيث أسهمت رغبات المطور في تطوير فرص كسب اقتصادية، في جعل المساكن ذات فراغ كبير مفتوح يقلل من التكلفة، ويزيد من فرص السكان في تعديل المسكن حسب رغباتهم، خصوصًا أن هذه المشاريع كانت في الغالب، تصمم وتنفذ على عدد 10 وحدات سكنية متجاورة.  بعد سنوات من تفرد المطور العقاري بالتوجه العام للمسكن؛ ظهر جيل من المعماريين والمطورين الشباب، الذين يدركون قيمة التصميم المعماري، والأثر الإيجابي الذي يحدثه تضافر جهود الجميع لتحقيق المسكن الأمثل، خصوصًا بعد الارتفاع الكبير في أسعار الأراضي، وكيف يمكن لهذا التغيير أن يجعل من عملية التصميم عامل جذب في منظومة السكن.

أسهم الارتفاع الكبير في أسعار الأراضي، مع ضعف القدرة الشرائية لدى عدد كبير من السكان، في الحاجة إلى مساكن أو حلول إسكانية ذات أسعار ميسَّرة؛ مما جعل المطورين العقاريين، يفكرون في تطوير الشقق السكنية بمفهوم جديد، كحل ميسَّر في الغالب، يلبي الاحتياجات الآنية للسكان الشباب والمتزوجين حديثُا. كانت النقلة، في جعل الشقق السكنية ملائمة من حيث التوزيع المتزن، الذي يجعل الأولوية للسكان، مع الاستفادة من عناصر السكن التقليدية؛ مثل المجلس وغرفة الضيافة، والتي كانت تشغل حيزًا كبيرًا، مع استخدام نسبي على مدار العام. كذلك حاول هؤلاء المطوِّرون التعامل مع المعماريين السعوديين في تحسين الفراغات الداخلية؛ من خلال التوزيع الأمثل للإضاءة الطبيعية، وجعل الشقق السكنية حلًا جذابًا ومغريًا للكثيرين.

صورة 4. نموذج للمسكن السعودي المعاصر  

شهدت مدينة الرياض تحولات عديدة في شكل المسكن، وما يتعلق به من مساحة، وتصميم، وغيرها من العناصر؛ حيث أدى التطور الاقتصادي بمدينة الرياض، إلى تحول السكان نحو الفلل السكنية من خلال التحول الأفقي، المتمثل في الفلل السكنية، واستبدال النظام الرأسي المتمثل في نظام العمارات السكنية. هذا الأمر ساهم في زيادة نسبة الشقق، في مخزون المساكن بشكل ملحوظ من 31% في عام 1992، إلى 39 % في عام 2010، في المقابل، سجلت نسبة المنازل الشعبية انخفاضًا طفيفًا؛ في حين ارتفعت نسبة الفلل قليلًا من 16% الى 18%. (الحديثي، 2014).

تطور الطلب على المسكن السعودي المعاصر:

مدينة الرياض مدينة ديناميكية، تتميز بنمو سريع للغاية خلال ربع القرن الماضي بين عامي 1980 و2005، على سبيل المثال، قفز عدد السكان من 1.39 إلى 4.26 مليون. ومع التوسع الهائل الذي شهدته مدينة الرياض؛ حدثت بعض التحولات في نماذج الفلل والأحياء السكنية على مر العصور بمدينة الرياض، فمع اختلاف العقود والزمن، تطورت الفلل السكنية داخل مدينة الرياض، وحدثت بعض التحولات في التصميم المعماري، وشكل الأبنية، والأسقف، وكذلك مواد البناء المستخدمة، وغيرها. ودعت الحاجة إلى اجتهاد الباحثين في دراسة هذه التحولات؛ للتعرف على مدى الاختلاف الذي طرأ على شكل هذه الأبنية مع مرور الوقت. ( StruykK,2005) (الشهراني والغامدي، 2020).

حظي موضوع المسكن السعودي بأهمية كبيرة لدى الحكومة السعودية، من خلال البرامج المتعددة؛ مثل منح الأراضي، وبرامج دعم الإسكان، وإسكان موظفي القطاعات الحكومية المختلفة. ومع ذلك، ونظرًا لأن غالبية سكان المملكة هم من فئة الشباب؛ فإن الحاجة للمساكن ستزداد بشكل كبير في السنوات القادمة (باهمام، 2001).

ويظل السؤال، إذا ما كان من المفيد، تبني نفس مواصفات المسكن التي كانت سائدة خلال فترة الطفرة والتوسع العمراني،  وهل ستساعد في حل إشكالية المسكن الحالية؟ أعتقد أننا يجب أن نفكر بواقعية، وأن نتعامل مع احتياجات السكان في الوقت الحالي بشكل مختلف عن الصورة النمطية للمسكن السعودي السائد في السنوات الماضية، وتبنّي تصورٍ جديد للمسكن السعودي؛ وذلك عبر تطوير نظم بناء، تشجع على تطوير وحدات سكنية تفي باحتياجات الأُسر الصغيرة والمتوسطة، وتجعل من تملك المسكن ميسرًا بشكل كبير.

ويرى باهمام (2001)، أن الحل الوحيد لإشكالية الإسكان الميسر لعدد من السكان الذين ليس لديهم القدرة المالية على امتلاكه، هو فقط خفض تكلفة السكن، وذلك عن طريق التعامل بشكل علمي هندسي فعال مع قطعة الأرض، والاستفادة منها بشكل مثالي، بمراعاة توزيع وظائف الفراغات الخارجية، وتحديدها في الأفنية وطريقة استخدامها، والاستفادة منها كامتداد وظيفي خارجي للمسكن.

ومن هذه الحلول أيضًا تقليل المساحة المبنية للمسكن بأقل الأبعاد المقبولة، وبقدر يتلاءم تمامًا مع احتياجات ووظائف الأسرة، فالتصميم الوظيفي الناجح من أكثر العوامل الفعالة في خفض تكلفة السكن، وتبدو هنا الحاجة شديدة الضرورة لترشيد مساحة الوحدة السكنية بشكل لا يخل بفاعليتها الوظيفية؛ حيث تمثل تكلفة مواد البناء ثلثي التكلفة الكلية لامتلاك المسكن.

ومن العوامل المساعدة في توفير المسكن كذلك؛ ترشيد عناصر ومكونات المسكن، فخلال السنين الماضية التي تلت فترة الطفرة الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، دأب الناس على بناء مساكن في مساحات شاسعة ذات عناصر كثيرة، ومكونات متكررة؛ ليست بذات جدوى للمسكن وصاحبه؛ سوى أن اتساع مساحة المسكن وكثرة مرافقه، كانت من العناصر المعبرة عن أهمية شخصية صاحب المسكن الاجتماعية، وقد ثبت إثر تغيير الظروف الاقتصادية؛ أن مثل هذا السلوك، يشكِّل عبئًا كبيرًا على الأسر التي ترغب في تشييد أو شراء مساكن، وبخاصة الأسر الحديثة التكوين.

خاتمة:

المسكن السعودي تحول خلال فترة وجيزة، من مسكن أصيل يعكس ثقافة ومناخ المنطقة، إلى مسكن حديث غير مرتبط بسياق المكان بشكل واضح. هذا التغير الكبير لم يكن محصورًا بالمسكن فقط؛ وإنما طال أغلب المباني والبنية العمرانية للمنطقة بشكل عام. إلا أن دور المعماريين، هو التركيز على وصل ما انقطع من قيم عمرانية أصيلة، ومحاولة البناء من الماضي بوسائل العصر الحديث لتلبية الاحتياجات المستقبلية. والتفكير بهذا الأمر يستدعي منا تفسير المنظومة العمرانية بشكل كامل؛ لكي نصل للحل الأمثل لمثل هذه الإشكالية العمرانية. فقضية الهوية العمرانية هي من صميم العمل العمراني، وتتطلب من المصمم أن يكون ملمًا بتاريخ التحولات العمرانية المهمة في المنطقة، وأن يكون قادرًا على تفسير اللغة المعمارية الأصيلة للمنطقة، مساهمًا في تطويرها وإعادة استخدامها بشكل حديث، وليس مجرد النقل من الماضي بدون وعي، ومحاولة تزيين هذه المباني بعناصر تقليدية مزيفة وغير معبرة عن الإبداع، الذي يلزم لكي نضمن الاستمرارية ما بين الماضي والحاضر.

ربما لم نصل بعد للحلول البيئية المثالية المعاصرة كما هو موجود بالمسكن التقليدي، وهذه مرحلة يجب أن تغيِّر من مفهوم تصميم المسكن بشكل كبير في المستقبل القريب؛ فالتوجه العام الذي تنتهجه المملكة العربية السعودية نحو مفهوم وتطبيقات الاستدامة، هو أحد أهم جهود رؤية السعودية 2030. وهي تعتبر أيضًا محورًا أساسيًا في التخطيط والبنية التحتية والاستثمارات، ومع ذلك لم ترتقِ الممارسة المهنية في تصميم المسكن السعودي، لهذه التطلعات الكبيرة في موضوع الاستدامة. المسكن التقليدي في نجد ومختلف مناطق المملكة، تم تصميمه بشكل يلبي احتياجات السكان، ويوائم مناخ المنطقة بشكل سلس. ولم تكن التكنولوجيا هي الحل؛ وإنما المواد المحلية، والتوزيع الفراغي الأمثل، والتوجيه المناسب الذي يراعي حركة الشمس والرياح، ولم يعد هذا هو الفيصل في تصميم المسكن؛ فقضية المناخ لم تَعُد ذات أولوية، خصوصًا في سنوات التحديث المتسارعة، ولكن في وقتنا الحالي، تمثل قضايا الاستدامة في المسكن والأداء البيئي الأمثل أولوية قصوي، يجب أن يتم التركيز عليها، وهي جزء من تطوير منظومة السكن المستقبلية.

هنا يجب الإشارة، إلى أنه يوجد عوامل عدة تؤثر على مساحة السكن المستقل ومكوناته الفراغية، يمكننا تقسيمها إلى: عوامل تنظيمية، وعوامل تصميمية، وعوامل اجتماعية، وعوامل اقتصادية، وعوامل نفسية (حيدر والزامل، 2019). ربما تكون العوامل الاقتصادية هي الأكثر تأثيرًا في مستقبل المسكن السعودي؛ لأن العوامل التنظيمية التي صدرت مؤخرًا، ستحد من الاستفادة المثلى من مساحة الأدوار العليا للتأجير، وبالتالي ستصبح المساحات الكبيرة عبئًا اقتصاديًا على السكان، إن لم يتم الأخذ بعين الاعتبار الحاجة للفراغات المثلى، وهذا سيدفع الكثيرين للنظر في تقليل المساحات، وبالتالي تحول المسكن السعودي من نمط معين، كانت تغلب عليه المساحات الكبيرة وغير الفعالة في كثير من الأحيان، إلى مساحات صغيرة وذات جدوى اقتصادية.

المراجع :

المراجع العربية

  1. باهمام ، علي. (2001). الإسكان الميسر: تطوير معايير لأنموذج مستقبلي من الإسكان في المملكة العربية السعودية – مجلة جامعة الملك سعود- العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود م 25.
  2. الحي السكني سكن وحياة. (2007)، الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مجلة البناء.
  3. الحديثي، عبد اللطيف إبراهيم. (2014)، العوامل المؤثرة على العرض والطلب في سوق الإسكان السعودي المجلة العلمية لقطاع الكليات التجارة – جامعة الأزهر – العدد الحادي عشر .
  4. الشهراني، عبد الله يحيى، و الغامدي، محمد سعيد العيسان (2020) - تحولات المسكن السعودي (دراسة مقارنة للفلل السكنية في مدينة الرياض في الفترة من (1950م-2025م) - المجلة الإلكترونية الشاملة متعددة الاختصاصات- العدد 45- المجلد.
  5. عصام حيدر ووليد الزامل. ( 2019)، المسكن المستقل بناءً على العوامل المؤثرة في مساحته ومكوناته من وجهة نظر المستخدمين. مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية – العدد 172.
  6. محمود إدريس. (1995). الخصوصية الدالة والمفهوم في تشكيل الفراغ المعماري في البيئة السكنية، مجلة جامعة الملك سعود، م 7، العمارة والتخطيط، الرياض.

المراجع الأجنبية:

  1. Akbar، J. A. (1980). Support for court-yard houses: Riyad، Saudi Arabia. Thesis، Massachusetts Institute of Technology.
  2. AlAjmi, M. (2009). History of Architecture in Kuwait: The Evolution of Kuwaiti Traditional Architecture Prior to the Discovery of Oil. PhD thesis. University of Nebraska, Lincoln,
  3. AlKhateeb، M.، Humphries-Smith، T. and Eves، B. (2014). Space design and privacy in a Saudi House.” In: Conference: Time، Space، and the Body 2014، 7–9 Sept. Oxford.

Babsail.(2015) Vernacular architecture in، M. O.،    4. AL-Qawasmi Saudi Arabia: Revival of displaced traditions. In C. Mileto،Vegas، L. Garcia Soriano، & V. Cristini (eds.) Proceedings of the international conference on Vernacular Heritage، Sustainable and Earth Architecture، Architecture: Towards a Sustainable Future، ‘Vernacular Architecture in Saudi Arabia: Revival of Displaced Traditions’ (pp. 99–104). Valencia، Spain. London: Taylor & Francis Group.

  1. Bahammam، A. (1998). Factors which influence the size of the contemporary dwelling: Riyadh، Saudi Arabia. Habitat r
  2. Fadan، Y. M. (Yousef M. (1983) The development of contemporary housing in Saudi Arabia(1950-1983) : a study in cross-cultural influence under conditions of rapid change. Thesis Massachusetts Institute of Technology.
  3. M. Al-Naim(1998). Continuity and change of identity in the home environment: development of the private house in Hofuf.، Saudi Arabia، Ph.D. thesis، Cardiff: Newcastle University
  4. Raymond J. Struyk (2005) housing policy issues in a rich contry with high population growth: the case jof Riyadh, Saudi Aranbia- the urban Institute, Washington, DC, USA- RURDS Vol.17, No. 2، July.
  5. Talib، Kaizer. (1984). Shelter in Saudi Arabia. Academy Editions.

اطّلع على منشورات أخرى

تم تسجيلك .. ترقب ضوء معرفة مختلفة!
عذرًا، أعد المحاولة