Research
سبتمبر 2022

دور الأفراد في تشكيل الثقافة السعودية (الصالونات الثقافية نموذجا)

يأتي هذا البحث بوصفه واحدًا من أحدث القراءات العلمية للتعرف على دور الأفراد في تشكيل الثقافة في المملكة من خلال جهودهم التطوعية، وذلك من خلال مناقشته تحديدا لموضوع الصالونات الثقافية السعودية، واستقراء أثرها الراهن وتأثيرها المستقبلي بعد تجربتها الممتدة لأكثر من سبعة عقود ماضية، حيث بدأ البحث بالتأصيل النظري لمفهوم الثقافة في حياة الإنسان ولدور الصالونات من حيث هي ملتقيات ثقافية و اجتماعية تعنى بالفكر والمعرفة، ومن ثم انتقل البحث لتتبع نشأة الصالونات عبر التاريخ القديم والحديث عالميا وعربيا ومحليا، ملقيا الضوء على أبرز سماتها و عوامل تأثرها ببعضها، ليركز البحث بعدها مناقشته نحو الصالونات الثقافية السعودية تحديدا متناولا منجزها وطبيعة تنظيمها وموضوعاتها وانتشارها في مناطق المملكة، كما ناقش البحث بالتحليل معوقات استمرار الصالونات عبر السنوات الماضية وإلى علاقتها بالشباب ومدى تأثرها بالمتغيرات المعاصرة سلباً أو إيجاباً، وذلك في رحلة بحثية تضمنت دراسة ميدانية، وشهادات اجتمع فيها مرتادو الصالونات وأصحابها، بجانب تحليل جوانب من المواكبة الإعلامية والنقدية لهذه التجربة، وانتهاءً بمناقشة النتائج وطرح التوصيات المقترحة لتفعيل دور الصالونات الثقافي كمبادرات فردية مؤثرة تسهم في تعزيز اللحمة الوطنية وفي رسم مشهد الثقافة  الجديد وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

مصدر الصورة:
حساب ثلوثية المحامي محمد المشوح الثقافية على تويتر @tholothia
قد تواجه بعض المشاكل في التصفح عبر الجوال عند وجود جداول في المنشور، ولتصفح أفضل ؛ ننصحك بالتصفح عبر شاشة أكبر أو التصفح بعرض الشاشة.

المقدمة

تقوم الثقافة بدور محوري في بناء الإنسان وتطويره وتقدمه، وهي أساس لبلورة الوعي الإنساني، ومقياس لمدى الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والمجتمع، وتنصهر في بوتقتها كلٌّ من العقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات والتقاليد الاجتماعية.

ومصطلح الثقافة يعبر عن كم ونوع المعلومات التي يكتسبها الإنسان، فتسهم في بناء شخصيته وطريقة تفكيره، والثقافة تشير إلى طابع معين تتميز به المجتمعات ويتميز كل مجتمع به عن أي مجتمع آخر؛ لأن الثقافة هي سلوك يكتسبه أفراد المجتمع من اللغة والقيم والعادات والاتجاهات والأخلاق والأفكار التي يتميز بها كل مجتمع.

وقد تأثرت الثقافة السعودية بالحضارة العربية والإسلامية، وهي تتميز بغنى عناصرها من تراث مادي وإنساني، وتقاليد وتطور حضاري وعمراني، كما تتميز بنوع خاص من الفنون البصرية والموسيقية والأدائية، بالإضافة إلى الإنتاج الفني والنشر والتأليف الأدبي والفكري. وقد حافظت المملكة على تراثها الثقافي والفني كما تعمل دائماً على تطويرهما.

والصالونات الثقافية شكل من أشكال النشاط الثقافي، فهي تؤدي دوراً كبيراً في التنوير الفكري، وتعد مصدر إشعاع ثقافي وعلمي وأدبي من خلال إبداء الرأي والنقد البناء، وقد وجدت هذه الصالونات بأشكال مختلفة منذ فجر التاريخ والحضارات القديمة، كما يعد سوق عكاظ عند العرب شكلاً من أشكال الصالونات الثقافية ذات الامتداد العريق في حضارة الجزيرة العربية.

وبناءً على أهمية الصالونات الثقافية في نشر وتطوير ثقافة المجتمعات، فإن هذه الدراسة تهدف إلى دراسة دور الأفراد من خلال الصالونات الثقافية في تشكيل الثقافة السعودية، وتقدم نبذة تاريخية عن الصالونات الثقافية وأثرها في المجتمعات، كما ترصد أهم الموضوعات التي تتناولها الصالونات الثقافية في المملكة، وتناقش المعوقات التي تحول دون تحقيق الغاية من الصالونات الثقافية في تطوير المجتمع السعودي ثقافياً.

مشكلة الدراسة:

من خلال العرض السابق فإن مشكلة الدراسة تتمثل في دراسة الصالونات الثقافية ودورها في إثراء الحياة الثقافية السعودية، ويمكن عرضها في التساؤل الرئيسي التالي: كيف نستفيد من الصالونات الثقافية ومخرجاتها من المحاضرات والأمسيات في إثراء الحياة الثقافية السعودية؟

تساؤلات الدراسة:

تمت صياغة عدد من الأسئلة التي طرحت على عدد من المبحوثين (عينة الدراسة الممثلة في فئات المجتمع من المستفيدين من هذه الصالونات الثقافية) عبر الاستبانة المعدة لذلك، وهي:

  1. هل تسهم الصالونات الثقافية في رفع الوعي الثقافي؟
  2. هل أسهمت الصالونات الثقافية في بناء مبادرات ثقافية؟
  3. هل أسهمت الصالونات الثقافية في نقل الثقافة السعودية؟
  4. هل أسهمت الصالونات السعودية في عرض الثقافة السعودية؟
  5. هل تناقش الصالونات قضايا وطنية مهمة؟
  6. هل يشارك بالصالونات مثقفون ذوو وعي بالقضايا الوطنية؟
  7. هل الصالونات الثقافية عامل مهم لدعم الحراك الثقافي في المملكة العربية السعودية؟
  8. هل يعد تنوع موضوعات الصالونات الثقافية في المدينة الواحدة دليلاً على دورها في رفع الوعي الثقافي؟
  9. هل وجود صالونات ثقافية في مدن متعددة من المملكة العربية السعودية مؤشر لدورها الفاعل في دعم الثقافة؟
  10. هل للصالونات دور في التخفيف من آثار العصبية القبلية والمناطقية والمذهبية؟
  11. هل تسهم الصالونات بتنوعها في زيادة اللحمة الوطنية؟
  12. هل سيؤدي استخدام تقنية التواصل عن بعد عبر الإنترنت إلى تضاؤل دور الصالونات؟
  13. هل هناك إقبال من جيل الشباب على الصالونات؟
  14. هل ستندثر الصالونات وينتهي وضعها الحالي في الفترة القادمة ؟
  15. هل ستتحول الصالونات الثقافية مستقبلا، مع الجيل الجديد، إلى تقليد اجتماعي بلا تأثير؟
  16. هل الصالونات بوضعها الحالي قادرة على جذب الجيل الجديد من الشباب؟
  17. هل ستتحول الصالونات في ظل وسائل التكنولوجيا إلى صالونات افتراضية؟
  18. هل الصالونات قادرة على أن تتطور وتتكيف مع العصر ومتطلبات الشباب؟

أهداف الدراسة:

تسعى هذه الدراسة إلى عدد من الأهداف، يمكن عرضها كما يلي:

  • التعرف على أهمية الصالونات الثقافية في المجتمعات ودورها في إثراء الحياة الثقافية.
  • عرض نبذة تاريخية عن الصالونات الثقافية عربياً وعالمياً.
  • الوقوف على أهم الموضوعات التي تتناولها الصالونات الثقافية في المملكة السعودية، ودورها في إثراء الحياة الثقافية.
  • إيضاح دور الصالونات الثقافية في اللحمة الوطنية للمجتمع.
  • دور الشخصيات الثقافية في إثراء الحياة الثقافية في المملكة من خلال تلك الصالونات.

نوع الدراسة:

تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التي تهدف إلى جمع المعلومات اللازمة لوصف أبعاد ومتغيرات الظاهرة المدروسة وتحليلها بشقيها: الكمي، والكيفي. وتقوم هذه الدراسة بوصف وتحليل ظاهرة الصالونات الثقافية في المملكة العربية السعودية، ودورها في إثراء الحياة الثقافية، ورصد نجاحات هذه الصالونات، وأهم المعوقات التي تحول دون الوصول لهدفها في إثراء الحياة الثقافية.

عينة الدراسة:

نظرا إلى صعوبة إجراء الدراسة على المجتمع السعودي بأكمله، فإن الدراسة اعتمدت على اختيار عينة عمدية من المبحوثين رواد الصالونات الثقافية في المجتمع السعودي، وهي عينة قوامها (160) شخصاً، موزعين على الصالونات الثقافية في المملكة: في المنطقة الوسطى ممثلة في مدينة الرياض، المنطقة الغربية ممثلة في مدن مكة المكرمة وجدة، والمنطقة الشرقية ممثلة في مدن الدمام والقطيف، وتراوحت أعمار العينة ما بين 30 حتى 60 عاماً، في الفترة الزمنية من 1/3/2022م حتى 31/5/2022م.

أدوات جمع البيانات:

اعتمدت الدراسة في جمع البيانات على أداة الاستبانة، لجمع البيانات الكمية في شقها الميداني من عينة من الأفراد المشاركين في عدد من الصالونات الثقافية في المملكة.

كما اعتمدت على أداة المقابلة المعمقة لأصحاب الصالونات والمنتديات الثقافية.

المعالجة الإحصائية للبيانات:

اعتمدت الدراسة بيانياً على عدد من المعاملات الإحصائية لبرنامج "الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية" (SPSS)، واعتمدت معامل ألفا كرونباخ لقياس ثبات الاستبانة. كما هو موضح بالجدول التالي:

<div><table><span id="docs-internal-guid-331c3a13-7fff-a206-fc68-58f45401905d"><div dir="rtl" align="center"></div></span><colgroup><col width="165"><col width="165"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>إحصائيات الثبات</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>عدد العناصر أو الأسئلة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>معامل ألفا كرونباخ</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>18</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>0.833</span></p></td></tr></tbody></table></div>

كما اعتمدت على تدرج ليكرت الثلاثي المستخدم في قياس دور الأفراد في تشكيل الثقافة السعودية، والإحصاءات الوصفية واختبار الصدق للاستبانة والمتوسط الحسابي، والانحراف المعياري للاستبانة.

وقُسمت الدراسة إلى (6) فصول تسبقها مقدمة، وتختتم بخاتمة تعرض لأهم النتائج، ومناقشة هذه النتائج وتوصيات الدراسة، وتعقب بملاحق للدراسة وأهم المراجع التي اعتمدت عليها.

الفصل الأول: نبذة تاريخية عن الصالونات الثقافية

تعد الصالونات الثقافية في الوطن العربي من أهم منابر التواصل بين مثقفي المجتمع وكتّابه وشعرائه، كما تعد وسيلة فاعلة لمناقشة أحوال البلاد وما طرأ على المجتمعات من متغيرات سواء بالسلب أو الإيجاب.

وكلمة صالون ليست عربية في الأساس، وإنما جاءت من «salon» وهي كلمة لاتينية ظهرت في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر للميلاد، ومعناها المكان الذي يستضاف فيه مجموعة من الشخصيات البارزة والمهمة ليتبادلوا فيها مع العامة جوانب كثيرة كالفكر والمعارف والفلسفة والأدب والآراء.

وتدل كلمة "صالون" في الثقافة العربية على "المجلس" وهو المكان الذي يستقبل فيه صاحب البيت ضيوفه، وتعد مصدراً لكلمة "صالة" التي تدل على البهو أو الغرفة الواسعة، وقد جرت العادة أن "الصالون" هو المكان الذي يجتمع فيه المهتمون بمجال معين لمناقشة موضوعات متعلقة به، ومن هذا المفهوم جاءت تسمية "الصالونات الثقافية" حيث يستضيف صاحب الصالون مجموعة من المهتمين بموضوع ثقافي في لقاءات دورية، تقام بمنزله، سواء كان ذلك أسبوعيا أو شهرياً أو نصف شهري، أو غير ذلك مما يختاره المنظم حسب الظروف المتاحة.

ونشأت حركة الصالونات الثقافية مع حركة النهضة في إيطاليا في القرن السادس عشر من خلال لقاءات ترعى وتتبنى الحركة الأدبية والفنية على أيدي متنفذين وميسورين من الطبقة الأرستقراطية، مع العلم أن النساء آنذاك كن أكثر اهتماماً من الرجال بالحركة الأدبية والفنية.

إذا بحثنا عن معنى «salone» بالإيطالية فهو يعني «غرفة الاستقبال»، ويعد أقدم صالون عرفته الوثائق التاريخية في فرنسا هو «فندق رومبيو»، القريب من قصر اللوفر في باريس، كما ظهر "صالون أوتيل دي رامبو ييه" عام 1608م لصاحبته "كاثرين دي فيفون" والذي يُصنف أول صالون ثقافي في أوروبا، كشاهد على الريادة النسائية في الصالونات عبر التاريخ، وقد كان الصالون فرصة للحوار بين كبار المفكرين والفلاسفة الذين ظهروا حينها في أوروبا وكانوا جزءا من حركة التنوير العلمي والثقافي والأدبي، وذلك في حالة من التكامل بين الطبقة الأرستقراطية وبين المثقفين الباحثين عن الحظوة الاجتماعية <span class="tooltip">(١)<span class="tooltiptext">مكي، الطاهر (1984م) الصالونات الأدبية في الشرق والغرب، مجلة الدوحة، العدد (7) بتاريخ 1 يوليو 1984م، ص(38)</span></span>.

أدّت المرأة دوراً بارزاً في الصالونات، وكان هذا مبعثاً للاعتقاد بأن الريادة النسائية جاءت نتاجاً لعصور تاريخية حُرمت فيها المرأة من المشاركة في الحراك الثقافي وهو ما جعلها تستدعي رجال الفكر والأدب والفن إلى صالونها؛ كي تدلي دلوها في هذا الشأن أو تلك القضايا، كما تم تفسير هذه الريادة بالنظر إلى قدرة المرأة على الاهتمام بالصالونات الثقافية والعناية بتفاصيلها الجمالية والتنظيمية.

       بالرغم من أن أغلب المعلومات ربطت تأسيس الصالونات الأدبية بمطلع النهضة الأوربية خاصة في عصر لويس الرابع عشر في فرنسا، من خلال صالونات نسائية مشهورة، فإن التاريخ يُظهر أن الصالونات منجز عربي خالص، ولها امتدادها الأصيل في الثقافة الإسلامية والعربية.

      تشير المراجع إلى أن "سكينة بنت الحسين" -المتوفاة في العام 117هـ-كانت أول امرأة تؤسس مجلساً أدبياً في التاريخ العربي والإسلامي، قبل أن تظهر المجالس والمنتديات الثقافية في عهد الدولة الأموية، ثم استمرت في عهد الدولة العباسية مع الاهتمام بها من قبل الخلفاء والولاة، والذين كانوا يعدون ذلك واجبهم في تشجيع العلم والأدب والثقافة، حيث كانت مجالسهم تستقبل الشعراء والعلماء والمفكرين وتشهد سجالات فكرية بينهم أسهمت في نشر المعارف والعلوم في المجتمع، وفي بروز أسماء أدبية شهيرة، كما أشاعت جواً من التنافس في البحث الجاد والعطاء الأفضل في العلوم والأدب وتحفيز النقاشات التي تثري الفكر <span class="tooltip">(٢)<span class="tooltiptext">أبو عراد، صالح علي (2016م) المجالس والمنتديات الثقافية في منطقة عسير، الانتشار العربي، الطبعة الأولى 2016م، ص(30،31) ، أبها ، السعودية.</span></span>.

    في القرن الحادي عشر الميلادي، نجد أن العرب في الأندلس قد جددوا تجربتهم في إقامة الصالونات الثقافية، لا سيما من خلال صالون الأديبة "ولادة بنت المستكفي" الذي مثّل علامة بارزة وتأسيساً للريادة النسائية في مجال الصالونات الثقافية العربية والعالمية، فضلاً عن أن هذه الصالونات في الأندلس كانت جزءاً من معالم الثقافة العربية التي كان لها شيء من التأثير في النهضة الفكرية الأوروبية <span class="tooltip">(٣)<span class="tooltiptext">أحمد، عبدالعزيز (1943م) الصالونات الأدبية عند العرب، مجلة الأديب، العدد (6)، بتاريخ 1 يونيو 1943م، ص (8).</span></span>.

وتعتبر القاهرة أبرز العواصم العربية التي اجتهد فيها المبدعون لإنشاء الصالونات الثقافية البارزة والتي اعتبرت رافداً ثقافياً مهماً على مدى العصور، فقد ظهرت الصالونات الثقافية في الأماكن المفتوحة والمعروفة بالمقاهي المنتشرة في وسط القاهرة، واشتهرت بمقاهي الأدباء، لتتخذ شكلاً أكثر خصوصية في أوائل القرن التاسع عشر <span class="tooltip">(٤)<span class="tooltiptext">أبوقبة، سالم مولود (2021م) الصالونات الأدبية في الوطن العربي ..بداياتها، نشاطاتها، مجلة القرطاس، العدد (14)،بتاريخ 1 سبتمبر 2021م (ص42-ص56).</span></span>.

ومن أهم الصالونات وأشهرها، والذى اتخذ الطابع الأدبي كان صالون الأديبة والكاتبة "مى زيادة " وقد أتت من فلسطين، عبر لبنان، لتستقر في مصر، وكان صالونها يعقد كل ثلاثاء على مدى عشرين عاماً (1913- 1933م) وقد حظي صالونها بشهرة واسعة استمرت حتى الآن، فقد عرف بأنه الصالون الوحيد في مصر الذي كانت تديره امرأة، كما تم تشبيهه بصالون ولادة بنت المستكفي التي تشترك معها مي زيادة في حب الشعر، وقد حرصت على الاستفادة أدبيًا وثقافيًا من الشخصيات التي تقصد صالونها، فقد كانوا يمثلون القمم الأدبية والفكرية في مصر ومنهم (أحمد شوقي، عبد العزيز فهمى ، خليل مطران ، عباس العقاد) <span class="tooltip">(٥)<span class="tooltiptext">البنا، نادية (2021م) في ذكرى ميلادها.. مي زيادة المرأة الوحيدة التي أدارت صالوناً أدبياً في مصر، موقع صحيفة أخبار اليوم، بتاريخ 11 فبراير 2021م.</span></span>.

قد استمرت هذه الصالونات خلال العقود الماضية في المنطقة العربية مع  رغبة مجموعة من المثقفين ذوي الاهتمامات الخاصة في التعبير عن اهتماماتهم وميولهم واتجاهاتهم الفكرية أو السياسية أو العلمية، وبحثهم عن منابر حرة للحوار والنقاش وتبادل الآراء، إلا أنها بدأت تتراجع مع الألفية الميلادية الجديدة ويقل رونقها وأهميتها مع تحول الفضاء الإلكتروني إلى صالون كبير للتواصل بين كل فئات المجتمع كل منهم حسب اهتمامه ورغباته، ومع ذلك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتكررت لفظة الصالون الأدبي بكثرة في الآونة الأخيرة كوصف لمناسبات ثقافية دورية يلتقي فيها الأدباء ممن يتعارفون عبر الفضاء الإلكتروني.

الفصل الثاني: الصالونات الثقافية في السعودية

كانت نشأة الصالونات الثقافية في المملكة مرتبطة بوجود بيئة محبة للفكر والأدب لدى صاحب الصالون أو صاحبته، مع شغف بجمع الكتب وإقامة اللقاءات والحوارات بين المهتمين والمهتمات في مكان بعيد عن الرتابة، وفي كثير من الأحيان قامت هذه الصالونات على يد أشخاص لهم تجربتهم الأدبية أو الصحفية أو الإدارية <span class="tooltip">(٦)<span class="tooltiptext">الخاني، أحمد (2012م) الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 2012م، الرياض، السعودية، ص(542)، ص(562)</span></span>.

وقد مثلت الصالونات الثقافية أحد أنصع التجارب الدالة على دور الأفراد في تشكيل الثقافة السعودية وإثرائها، حيث قامت على مبادرات شخصية وبمجهودات ذاتية من أصحابها، متحملين كل ما يترتب عليها من أعباء الوقت والجهد والدعم المادي المستمر، وهو ما يمكن وصفه بالمسؤولية الثقافية تجاه المجتمع، إذ تمثل الصالونات عملا تطوعياً خالصاً من الأفراد يأتي في إطار تعزيز الحركة الثقافية من منطلق الواجب نحوها كوسيلة لصناعة الوعي والرقي الفكري والذائقة الأدبية وتفعيل مهارات الحوار والنقد والتحليل.

نجاح هذا الدور الفردي في صياغة مشروعات ثقافية خاصة كالصالونات، كان أحد البواعث المهمة لقيام الأفراد بإطلاق مبادرات متنوعة أخرى كأندية القراءة ومتاجر الكتب والمنصات المعرفية عبر الإنترنت، الأمر الذي أظهر عدداً من المثقفين السعوديين كشخصيات مؤثرة في المشهد ليس بمشاركتها الشخصية بل بقدرتها كذلك على إنشاء مشروعات يستفيد منها الآخرون، وهو ما جعله يتحول من نطاق التأثير الفردي إلى ما يشبه القيام بدور المؤسسات، فضلاً عن التحول من خانة المستهلك للثقافة والمعرفة، إلى المنتج لها.

ظهر إسهام الصالونات بوضوح عبر دور أصحابها من الأفراد في رفد عمل المؤسسات الثقافية الرسمية، فكانوا يسهمون من خلال صالوناتهم في إبراز فعاليات الواقع العلمي والأدبي في المملكة، وتكريم المتميزين فيه، بل وفي استضافة مثقفين من عدة دول، والاحتفاء بضيوف البلاد من زوار ومشاركي معارض الكتب أو الباحثين أو الفائزين بالجوائز التقديرية، وقد عكس ذلك روح المبادرة لدى المثقف السعودي بما ينعكس إيجاباً على صورة المملكة في نظر العالم، ويكشف عن ثراء وتجدد المشهد الثقافي والأدبي السعودي.

تنوعت الصالونات الثقافية في المملكة العربية السعودية واتخذت شكل المنتديات الشخصية وتكاملت أغراضها بين مجالس مفتوحة ومغلقة ومجالس تقتصر على أحاديث عامةٍ ومحاضرات متخصصة، وبرز منها سبتية الجاسرين (حمد وعبدالكريم) في الرياض وأحدية المبارَكَين (أحمد في الأحساء وراشد في الرياض) وسارة الخزيم في الخرج وإثنينية الجهيمان في الرياض وخوجة في جدة وثلوثية المشوح وبامحسون في الرياض وأربعائية الرفاعي وندوة باجنيد المسماة الوفاء وابن عقيل في الرياض والمشيقح في بريدة وخميسية الموكلي في جازان وجُمعية شلبي في الرياض ويومية عبد الرحمن العثيمين في عنيزة، وهذه نماذج للتمثيل فقط، ويتفاوت انتظامُها وأسلوبُ إدارتها ونوعيةُ المعنيين بها. " <span class="tooltip">(٧)<span class="tooltiptext">الحدادي، عبدالرحيم (2021م) مروان المزيني أنا شاعر ابن شاعر وصوالين المدينة الأدبية لها 20 عاما في خدمة الأدب المديني، صحيفة عيون المدينة، 24 فبراير 2021م.</span></span>.

بدأت الصالونات الثقافية في المملكة العربية السعودية في المنطقة الغربية حيث "المركاز" الذي يمثل مجلساً مفتوحاً لأهالي الحي يتم فيه النقاش فيما بينهم بطريقة معينة وبشكل منظم، هذا التقليد الاجتماعي كان يتضمن قيام "صاحب المركاز" وهو من يوازي "صاحب الصالون" بتقديم الضيافة للحضور والاستماع إلى مداخلاتهم وأفكارهم وحتى قصائدهم الشعرية والفلكلورية <span class="tooltip">(٨)<span class="tooltiptext">سجدي، نجود (2021م) الحراك الثقافي في السعودية بين المركاز والمقهى، اندبنت عربية، بتاريخ 25 مارس 2021م.</span></span>.

وحضر في هذه التجربة أدباء معروفون مثل حمزة شحاتة وأحمد قنديل وطاهر زمخشري، كما اشتهرت المنطقة الغربية بمجالس كانت تعقد في منازل مهتمين بالثقافة ومنها مجلس أحمد الغزاوي ومجلس محمد سعيد العمودي ومجلس عبدالقدوس الأنصاري ومجلس حسين عرب، وكان يقصد هذه المجالس شعراء وصحفيون وحتى رجال دولة ممن كانوا يأتون لبيت الله الحرام، من مختلف الدول العربية.

كما كانت المدينة المنورة بدورها عامرة بالمجالس الأدبية التي امتد أثرها إلى مدن أخرى في المملكة مع انتقال أصحابها إلى هذه المدن، ومن ذلك مجلس الشاعر عبدالجليل المدني، ومجلس السيد ماجد عشقي المسمى "العشقية" ومجلس عمر الكوراني، وقد كان من نتائج هذه المجالس ظهور مشروعات ثقافية مثل مجلة المنهل التي أسسها الأديب عبد القدوس الأنصاري، كما كانت الصالونات الثقافية نواة لظهور الأندية الأدبية <span class="tooltip">(٩)<span class="tooltiptext">الدعجاني، سهم ضاوي (2006م) الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية .رصد وتوثيق، الطبعة الأولى 2006م (ص15-ص19) الرياض، السعودية.</span></span>.

وفى مطلع الستينات الميلادية، انتقل معالي الأستاذ الأديب عبدالعزيز الرفاعي من منطقة مكة المكرمة إلى الرياض، ليؤسس في العام 1962م صالونا أدبياً يقام مساء كل خميس بمنزله في حي الملز، بحضور نخبة من الأدباء والوجهاء والشخصيات المعروفة <span class="tooltip">(١٠)<span class="tooltiptext">بن سيف، حنان عبدالعزيز (2001م) عبدالعزيز الرفاعي، صور ومواقف، صحيفة الجزيرة، العدد(10419) بتاريخ 8 أبريل 2001م.</span></span>، ووصفت ندوة الرفاعي بأنها "أم الندوات" في المملكة.

وقد ألهمت هذه الندوة العديد من الصالونات الثقافية، ولعل أبرزها "ندوة الوفاء" التي استضافها أحمد باجنيد في حي الروضة في الرياض، وجاءت تسميتها بهذا الاسم وفاءً لندوة الرفاعي.

وعلى المستوى النسائي، تعود البداية إلى أكثر من 3 عقود، وكان من أشهر الصالونات الثقافية النسائية صالون سلطانة السديري، وصالون الدكتورة هانم ياركندي، وتشير مصادر إلى أن أول صالون نسائي كان في مدينة جدة للفنانة التشكيلية صفية بن زقر، وتلاها صالون مها فتيحي <span class="tooltip">(١١)<span class="tooltiptext">تقرير الصالونات الثقافية النسائية.. خصوصية الحاضر وامتدادات التاريخ، موقع صحيفة المدينة ، 8 مارس 2013م.</span></span> ، فيما تذهب مصادر إلى أن صالون سارة الخثلان في الدمام المسمى "الأربعائيات" هو الأول في المملكة على صعيد الصالونات الثقافية النسائية <span class="tooltip">(١٢)<span class="tooltiptext">تقرير حلقة نقاشية عن الصالونات النسائية في أدبي الرياض، وكالة الأنباء السعودية، 24 مارس 2016م.</span></span>.


وقد بلغ عدد الصالونات الثقافية القائمة اليوم في المملكة، والتي عادت للعمل، بعد انتهاء فترة التوقف التي رافقت ظهور جائحة كورونا المستجد، عدداً يناهز العشرين صالوناً <span class="tooltip">(١٣)<span class="tooltiptext">تواصل هاتفي مع كل من الدكتور عبدالله الحيدري، والدكتور محمد المشوح.</span></span> وفقاً للجدول التالي:

<div><table><span id="docs-internal-guid-887a5e4b-7fff-21db-57c5-b8776b21711e"><p dir="rtl"></p><div dir="rtl" align="left"></div></span><colgroup><col width="48"><col width="235"><col width="274"></colgroup><tbody><tr><td><p dir="rtl"><span>الرقم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الصالون&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>&nbsp; المسؤول عنها</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>1</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الثلوثية – الرياض</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>د. محمد المشوح&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>2</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>مجلس حمد الجاسر الثقافي – الرياض</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>معن حمد الجاسر</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>3</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>مجلس أوراف الثقافي – الرياض</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>د. فواز اللعبون&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>4</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>صالون سارة الخزيم – الخرج</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>أ.سارة الخزيم&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>5</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>أسبوعية القحطاني – جدة&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>د. عبدالمحسن القحطاني</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>6</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ثلاثية بندر السديري – الرياض</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>بندر السديري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>7</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ديوانية ال حسين التراثية – الرياض&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>عبدالعزيز سليمان الحسين&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>8</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ديوانية الشيخ عبدالله بن عقيل&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>أبناء الشيخ رحمه الله&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>9</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>مجلس وادي القرى الثقافي – العلا</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>د. سالم البلوي</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>10</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>منتدى الثلاثاء الثقافي – القطيف</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>أ.جعفر الشايب&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>11</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>اثنينية النعيم – الاحساء&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>محمد النعيم&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>12</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ثلوثية محمد سعيد طيب – جدة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>محمد سعيد طيب</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>13</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>منتدى الثقفي&nbsp; الثقافي – الطائف</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>د. سامي الثقفي&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>14</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>منتدى السالمي الثقافي – الطائف&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>أ.حماد السالمي&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>15</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ثلوثية المصمك&nbsp; - الرياض</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>أ.محمد الحوطي</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>16</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>منتدى بامحسون&nbsp; - الرياض</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>د. عمر بامحسون</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>17</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>احدية العطوي – تبوك</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>د. مسعد العطوي</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>18</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ثلوثية الدبوس – طبرجل&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>أ.خالد الدبوس</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>19</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>منتدى باشراحيل – مكة المكرمة&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>د. مشهور الحارثي</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>20</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ديوانية العمري – القصيم&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ماجد العمري</span></p></td></tr></tbody></table></div>

نماذج من صالونات ثقافية سعودية وتجارب مستمدة منها :


منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل

أسس الأديب ورجل الأعمال محمد صالح باشراحيل صالونه الأدبي، منطلقاً من اهتمامه الثقافي ومسؤوليته الاجتماعية تجاه الوطن، ليعقد لقاءات منتظمة فتح خلالها منزله لالتقاء الأدباء والمفكرين من داخل المملكة وخارجها، ويعد صالونه أحد اقدم الصالونات الثقافية في مكة المكرمة والمملكة، إذ يمتد عمره لأكثر من أربعة عقود، وقد اكتسب من وجوده في العاصمة المقدسة مزيّة مهمة لما تمثله من قيمة روحانية وحضارية.  

خصص الأديب باشراحيل ميزانية مفتوحة لإقامة الأنشطة المنبرية فضلاً عن دعم البحث العلمي وتدشين الكتب بالإضافة إلى إقامة المعارض الفنية، وغيرها، وبشكل لا يحدث كثيراً لدى الصالونات، تضمنت تجربة هذا المنتدى فتح آفاق التعاون والشراكة مع المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية والتطوعية لم يتوقف بعد وفاته – رحمه الله- حيث تولى أبناؤه إدارة الصالون وقاموا بتطويره وتحديثه من خلال تعيين مجلس إدارة يتولى الخطط المالية والبرامج الثقافية ومتابعة تنفيذها واستحداث مبادرات ضمنها، كما تم تغيير اسمه من صالون إلى "منتدى"، وأعلن لاحقاً عن إطلاق منتدى نسائي تحت مظلته.

وضع المنتدى في أولوياته بعد التطوير أن يتنوع في محتوى الطرح فلم يقتصر على الجانب الأدبي بل امتد نحو الثقافة بمعناها الأوسع ومجالات اهتمام المجتمع بمختلف شرائحه، لتشمل التاريخ والفنون والجغرافيا والصحة وعلم النفس وغيرها، وتنوع ضيوف المنتدى الذين كانوا يمثلون مشارب عديدة ويأتون من أكثر من دولة، و تنوعت هذه الأنشطة المنبرية ما بين ندوات و محاضرات، و أمسيات شعرية وقصصية، وتبنى المنتدى تكريم الشخصيات الاعتبارية الفاعلة في الوطن.

كما ركز المنتدى على إبراز المنجز الحضاري للمملكة ودعم مستهدفات رؤية 2030، كما تميز بإسهام فريد على المستوى الدولي، وذلك عبر تقديم جائزة دولية باسم (جائزة الشيخ محمد بن صالح باشراحيل -رحمه الله-للإبداع الثقافي) لتكريم المبدعين والرواد في أربعة مجالات هي (الشعر، القصة  و الرواية، النقد والدراسات الأدبية، الدراسات الإنسانية والمستقبلية) <span class="tooltip">(١٤)<span class="tooltiptext">الحارثي، مشهور محمد ( 2017م) منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله الثقافي -النشأة والتطوير، 5 أبريل 2017م، نادي المنطقة الشرقية الأدبي، ص (15).</span></span>.

صالون ثلوثية المشوح

انطلقت ثلوثية المشوح في الرياض على يد الأديب والمحامي الدكتور محمد بن عبدالله المشوح، قبل أكثر من 22 عاماً، تحديدا في العام 2000م، وقد استضافت الثلوثية وكرمت العديد من الرموز الوطنية في مجالات الأدب والفكر والإدارة وغيرها، وهي تعد من التجارب المميزة من حيث قيامها على مشروع متواصل، تم تدعيمه بتغطية إعلامية وموقع إلكتروني لنشر فعاليات الصالون، و كان من مخرجاته إطلاق دار نشر متخصصة في كتب التاريخ باسم "الثلوثية".

   وقد أنشأ الدكتور المشوح هذا الصالون ليمثل واحداً من الروافد المدنية المهمة في المشهد الثقافي السعودي، وليعزز مسيرة الصالونات عبر عمرها الممتد لأكثر من 70 عاماً، كما عمل على الاستفادة من هذه التجربة وإثرائها، سواء بالحوارات البناءة المفتوحة أو بمظاهر التكريم للرواد والمبدعين، حيث عمل على أن يكون صالونه منصة للتواصل مع النخب الثقافية السعودية وإلى التكامل فيما بينهم، والذي ينتج ثمرة مفيدة للمثقف السعودي، لاسيما في ظل العفوية التي منحت الصالونات الثقافية نوعاً من القبول لدى المتلقي والزائر.

منتدى الثلاثاء الثقافي

       يعد منتدى الثلاثاء الذي أسسه الكاتب جعفر الشايب مع مجموعة من مثقفي محافظة القطيف، أحد أكثر الصالونات الثقافية نشاطاً في المملكة، وذلك عبر تنفيذه عملاً منظماً ومؤسسياً جعل منه منصة معرفية وتفاعلية لها وزنها وتأثيرها في إثراء الثقافة السعودية، فأشرع الأبواب الحوارية واستضاف الرموز واستمع للمبدعين، محافظاً في هذه المسيرة على وتيرة متجددة من العطاء منذ انطلاقه في محافظة القطيف في العام 2000م <span class="tooltip">(١٥)<span class="tooltiptext">موقع منتدى الثلاثاء الثقافي.</span></span>.

     وقد وضع المنتدى أهدافاً عدة لنشاطه من أبرزها تجسير العلاقات بين النخب الثقافية وتعزيز حالة الحوار كما ناقش قضايا تكريس التعددية والتنوع وتجديد الفكر الديني والتعايش المجتمعي، كما تولى نشر مقالات عديدة في الشأن الثقافي وكان حاضراً في التفاعل مع القضايا الوطنية، فيما تميز عن كثير من الصالونات الثقافية باتباعه أسلوب الدراسات والأبحاث في معرفة آراء المهتمين والمتفاعلين لتحسين برامج المنتدى وفعالياته، وكانت آخر هذه الإحصاءات قد نشرت شهر يونيو من العام 2022م.

ومع انتهاء موسمه العشرين كان عدد ندوات الصالون قد وصل إلى 457 ندوة شارك فيها 763 متحدثاً، كما نظم 131 معرضاً فنياً، وكرم 174 شخصية، فضلاً عن عرض 99 فيلماً قصيراً، وتوقيع 33 كتاباً، ولم يكن هذا الزخم سوى جزء مما يقدمه منتدى الثلاثاء من أدوار ثقافية أجاد فيها استخدام وسائل التواصل ومعطيات التقنية في صنع محتوى تفاعلي جاذب للمثقفين في المملكة وعلى المستويين الخليجي والعربي.

صالون سارة الثقافي

أطلقت سارة بنت عبدالله الخزيّم في العام 2013م صالونها الثقافي النسائي في محافظة الخرج، الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يكون مبادرة أدبية مهمة اجتمعت فيها نخبة من الأديبات والأكاديميات والتربويات و عنيت بتوثيق أدب أبناء وبنات الخرج ونتاجهم الإبداعي وتجاربهم المتنوعة في حقول المعرفة والإدارة واللغة وغيرها، كما نجح في أن ينطلق كذلك بمجهود فردي من صاحبته ليسلط الضوء على التجربة النسائية لإقامة الصالونات الثقافية في الخليج، وهو ما قامت بتتويجه في كتاب صدر عن مكتبة الرشد في العام 2021م، وتضمن مادة معرفية ثرية من الأوراق والمعلومات التي طرحها الصالون عبر فترة قاربت العقد من الزمن.

اختارت الخزيم يوم الأحد موعداً لصالونها، وحددت له عدة أهداف منها نشر الأدب وتنمية المهارات واكتشاف المواهب الشابة وتكريس الحوار الفكري، وتعميق القيم الإسلامية، كما وضعت في اعتبارها التنسيق مع اللجنة الثقافية في الخرج، التابعة للنادي الأدبي في الرياض لإقامة فعاليات مشتركة كان من أبرزها الاحتفاء بتجربة الشعراء عبدالعزيز الرويس و خالد الخنين، كما أسهم صالون سارة من خلال عضواته في ان يكون منصة لتمكينهن من إثراء الحركة الثقافية والنتاج الأدبي والنقدي والمشاركة في التأليف والترجمة ورعاية التصنيف الموسوعي.

      وبعد عام فقط من الانطلاق، بدأ صالون سارة الثقافي تنفيذ مبادرات لخدمة المجتمع، ومن ذلك مسابقات ثقافية لاكتشاف المبدعات في عدة مجالات منها الشعر والقصة والرسم والتصوير والخط العربي، كما كان للصالون مشاركاته في المناسبات الوطنية والاجتماعية والرياضية، والاحتفال بعدد من ممثلي الوطن على منجزاتهم في مختلف المجالات <span class="tooltip">(١٦)<span class="tooltiptext">الخزيّم، سارة عبدالله، 2021: إطلالة على بعض الصالونات الثقافية النسائية في الخليج.. صالون سارة أنموذجاً، الرياض، السعودية.</span></span>.

صالون ضاد الثقافي

صالون ضاد الثقافي، تجربة سعودية انطلقت في العام 2020م، من خلال قدرات شابة جمعها حب الثقافة وتمثلت بصالون يعتمد على التواصل المرئي دون أن يلغي في بعض الأحيان إمكانية الانعقاد الواقعي والالتقاء بين المهتمين، أكدت هذه التجربة أن الصالونات الثقافية لم تعد مقتصرة على المجالس بل انتقلت منذ سنوات بنفس مسماها إلى فضاءات جديدة تؤدي الهدف نفسه ولكن بطريقتها، فقد أصبح بالإمكان الحديث عن صالون ثقافي ولكن دون أن يكون مقترناً بيوم معين من أيام الأسبوع كما جرت العادة، ولا باسم أديب أو آخر، وإنما بمسميات ثقافية عامة، تعنى بالفكر، وتواكب العصر.

       وبعد أن لعبت الصالونات الثقافية التقليدية دوراً في أن تكون متنفساً للشباب المثقف والقارئ، جاء مشروع صالون ضاد الثقافي ليواصل تحفيز الجيل الجديد كجزء من الدور الذي قامت به الصالونات التقليدية للمجتمع والثقافة السعودية، إلا أن هذا طرح كذلك فرضيات حول أن الصالونات التقليدية في طريقها إلى الاختفاء في مقابل ظهور الصالونات الافتراضية بما تمتلكه من مقومات تجعل منها بديلاً ناجحاً وقابلاً للتوسع بتكلفة أقل.

    خلال عامين من بدء التجربة، حقق أصحاب صالون ضاد هدفهم وهو إيجاد منصة يلتقي فيها كل المهتمين بالثقافة والمعرفة من الناطقين بلغة الضاد، حيث يتم تبادل الأفكار والآراء وتتشكل علاقات وثيقة بين المهتمين، ولا يتوقف الصالون عند فعالياته المنظمة بل يستفيد فريقه الشاب من التقنية الحديثة في نشر محتوى ثقافي لتنمية المعرفة والإبداع لدى المتابعين بشكل مستمر عبر المنصات الرسمية ووسائط الإعلام والتواصل الاجتماعي.

    نجح صالون ضاد الثقافي في تحقيق عدة مكتسبات من أبرزها تطوير مهارات العاملين فيه والمنتمين إليه في مهارات إبداعية وثقافية كإدارة الحوار والإلقاء والكتابة، كما استطاع أن يجذب أعضاء وأدباء مميزين من مختلف مناطق العالم العربي الأمر الذي أكسب لقاءات الصالون مزيداً من التنوع في الطرح وجودة المحتوى، هذا النجاح جعل مؤسس صالون ضاد يرى أن المستقبل لهذه الصالونات، لاسيما الافتراضية، وأن العوائق التي تواجهها قد تكون ضعف الانترنت لدى بعض الأعضاء فقط.

هذا الصالون الثقافي الذي يقوم على الشباب من الجنسين تجنب اقتصار العمل على مجهود فردي لشخص واحد، فأشرك عدداً من الأشخاص في جوانب التنظيم والتنفيذ ليضمن التنوع الثقافي والمعرفي، هذه المزيّة تمنح الصالون قابلية أكبر لاستقطاب مزيد من المهتمين باختلاف مشاربهم الأدبية، كما يؤمن فريق صالون ضاد أن هذا النوع من الصالونات يحقق زيادة مستمرة وهو ما يمثل مؤشرا إيجابيا يمكنه الاستفادة من وسائل التقنية في نشر المعرفة، ويشمل ذلك إيصال رسالة الثقافة السعودية ومستهدفات رؤية 2030 عبر نطاق واسع <span class="tooltip">(١٧)<span class="tooltiptext">حديث خاص مع الباحث هيثم السيد بتاريخ 22 مايو 2022م.</span></span>.

الإيوان الثقافي

الإيوان الثقافي هو عبارة عن صالون ثقافي أقيم بالتزامن مع الفعاليات الثقافية سواء في مقرات انعقادها أو في صالات خاصة في مقرات إقامة ضيوف هذه الفعاليات من الأدباء والمثقفين، وهي تجربة تختلف عن الصالونات التقليدية التي يستضيفها منزل صاحب الصالون وترتبط باسمه، وتقام بانتظام، في أغلب فترات العام، ولا تقترن بحدث ثقافي معين، ويعد الإيوان صالوناً نظمه القطاع الثقافي الرسمي، استلهاماً من فكرة الصالونات الثقافية التي نظمها الأفراد، وهو ما يجسد تأثير المبادرات الفردية في تشكيل الفعاليات الثقافية.

ولدت فكرة الإيوان للمرة الأولى مع أول دورة لمعرض الرياض الدولي للكتاب تحت مظلة وزارة التعليم العالي وكان الدكتور عبدالله المعجل هو المشرف العام على المعرض، وقد عقد الإيوان في فندق الانتركونتننتال في الرياض، كانت التجربة بسيطة في بدايتها، ومع انتقال تنظيم المعرض إلى وزارة الثقافة والإعلام في السنة التالية، تم تكليف الأستاذ محمد عابس، الإعلامي والأديب والمستشار بوزارة الإعلام، بإدارة هذا الصالون والإشراف عليه، واستمر ذلك لعدة سنوات، وبعد نجاح التجربة تم تطبيقها في فعاليات أخرى كالجنادرية ومعرض جدة للكتاب.

يشبه الإيوان في نهجه الإداري والتنظيمي طريقة إدارة الصالونات الثقافية، كما يعد فرصة للنقاشات البعيدة عن الطابع المتبع في إقامة الندوات الرسمية، وتم تطوير التجربة بحيث أصبحت تتضمن تقديم شهادات الشكر للمشاركين وطباعة برنامج ثقافي له على مدى أيام المعرض أو الفعالية، كما صاحبته أنشطة مصاحبة كالأمسيات الفلكلورية التراثية والأجنحة الفنية التشكيلية. حققت التجربة تفاعلاً إعلامياً وثقافياً في المشهد، بل ذهب البعض إلى اعتبارها برنامجاً لا يقل أهمية عن البرنامج الرسمي للفعاليات، حيث أتاحت لأدباء وشعراء ممن لم يشاركوا في الندوات الرسمية أن يقدموا نتاجهم الإبداعي والفكري أمام النقاد والضيوف، كان الايوان الثقافي فرصة للاستفادة من وجود الأسماء التي تأتي من خارج الرياض أو خارج المملكة، لحضور فعالية كمعرض الرياض الدولي للكتاب، كما أتاحت للجميع التبادل المعرفي والثقافي.

     تختلف تجربة الإيوان عن المقاهي الثقافية التي تقام في مقرات المعارض، ولعلها المرة الأولى عربياً التي يقام فيها صالون ثقافي مؤقت في مقر الضيوف بهذه الطريقة، وفق هذا النموذج يمكن إقامة تجارب مشابهة لتجربة الايوان الثقافي بحيث تكون غير مرتبطة بالفعاليات، ويمكن أن يتم ذلك في المقاهي والأماكن المناسبة، لاسيما مع وجود مبادرة "الشريك الأدبي" التي تقدمها وزارة الثقافة وتدعم هذا النوع من الأنشطة الأدبية.

في مقابل الصالونات بوصفها فكرة فردية، والتي برغم كل ما قدمته من إسهام ثقافي فإنها لا تخلو من المجاملات والعلاقات الخاصة وقد تنتهي بوفاة أصحابها، جاءت تجربة الإيوان كفكرة مؤسسية مدعومة ولا تقتصر على شخص بعينه، حيث قدمها أكثر من شخص خلال السنوات الماضية، أما مستقبل هذه الفكرة فهو مرهون بإيمان الجهات المنظمة والراعية للمعارض والمناسبات الثقافية، بأهمية الإيوان كفعالية مصاحبة لها نمطها الخاص الذي يفضله بعض المثقفين ويتيح لهم التفاعل الفكري بطريقة أكثر عفوية <span class="tooltip">(١٨)<span class="tooltiptext">حديث خاص مع الباحث هيثم السيد بتاريخ 17 أبريل 2022م.</span></span>.

صالون عبد الحميد السلمان

أنشأه الأديب عبد الحميد بن عبد العزيز السلمان في الرياض، وهو صالون أسبوعي يقام كل أربعاء، ويعود انطلاقه إلى منتصف العام 1995م، ويختلف عن غيره بأنه لا يقام في منزل صاحب الصالون بل أقامه في عدد من مطاعم الرياض، ثم انتقل به أخيراً إلى أحد المقاهي، وقد استلهم هذه الفكرة من بعض التجارب التي شاهدها خلال زيارته لجمهورية مصر العربية. وقد كان صالونه محاولة منه لاستعادة التجربة التي عاشها كمرتاد منتظم لصالون عبد العزيز الرفاعي، حيث تعرف على عدد من كبار الأدباء مثل عمر بهاء الدين الأميري، عمر أبو ريشة، والشيخ علي الطنطاوي، مصطفى الزرقاء، معالي الكاتب والمفكر، الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله السالم.

      وكان السلمان يهدف إلى أن يكون له صالون يحمل اسمه، يتميز بنمط مستقل ومختلف عن بقية الصالونات التي تميز كل منها بهويته الخاصة، كما أراده أن يكون فرصة اجتماع دورية على ضيافته، بين أصدقائه الأدباء والمثقفين والمفكرين من داخل المملكة وخارجها.

     اختار السلمان يوم الأربعاء تيمناً بكتاب طه حسين " حديث الأربعاء"، وقد انطلق الصالون بوجود 5 أشخاص فقط في الأربعاء الأول من العام الهجري 1416هـ، لكنه بعد ذلك شهد مشاركة لعديد من الأسماء منها الشاعر راضي صدوق، والأديب أحمد الجدع، والمؤرخ إبراهيم الفرج، وغيرهم.

لا يختار السلمان مناقشة موضوع معين خلال صالونه الأدبي، مقتدياً في ذلك بالرفاعي، كما يرى السلمان أن المزيّة الأهم في الصالونات هي البساطة والتواضع، وينتقد ما يصفها بمظاهر البذخ التي يشاهدها في بعض الصالونات المعاصرة، وهو رغم ذلك لا ينفي وجود الفائدة في بعضها الآخر، لاسيما حين يتم التركيز فيها على خدمة الأدب.

يستبعد عبدالحميد السلمان اختفاء الصالونات الأدبية رغم معوقات استمرارها، ويرجع ذلك إلى وجود العنصرين الأساسيين "الاهتمام بالأدب، والإمكانات المادية"، كما يشجع البحث عن الأدباء الحقيقين القادرين على تنظيم صالونات ثقافية فاعلة بأثر ملموس، وينصح الشباب بابتكار صالوناتهم في المقاهي والمطاعم والأماكن العامة بحسب المتاح لهم، ونشرها والتعريف بها عبر مواقع التواصل المختلفة، حتى ولو كانت بدايتهم بخمسة أشخاص فقط <span class="tooltip">(١٩)<span class="tooltiptext">حديث خاص مع الباحث هيثم السيد بتاريخ 7 أبريل 2022م.</span></span>.

الفصل الثالث : موضوعات الصالونات الثقافية السعودية

للصالونات الأدبية دورٌ إيجابيٌ في إثراء الحركة الثقافية بالمملكة من خلال التنوع في الطرح والكثافة، حيث إن منها الأسبوعي والشهري، ويتم فيها التطرق إلى النواحي الأدبية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، كما توفر للمتخصصين والمثقفين والمبدعين في المملكة مجالات أرحب وقنوات أكثر للمشاركة وسماع إنتاجهم، وهو ما يتسق مع امتلاك المملكة حركة واسعة في شتى المجالات لا تستطيع أن تستوعبها القنوات الرسمية من إذاعة وتليفزيون وصحافة، فهذه المنتديات أو الصالونات أتاحت الفرص لمن يريد أن يتحدث في مجالات عديدة، إذ لم يعد الأدب هو السمة الغالبة على الصالونات كما كان في الماضي.

ناقشت الصالونات الثقافية عبر مسيرتها الكثير من الموضوعات بمشاركة عدد كبير من المتحدثين والمناقشين، ويتم اختيار الموضوعات بتعزيز دوافع حضور الصالونات لدى المثقفين، فمنهم من يأتي تقديراً وإعجاباً بشخصية المتحدث أو المكرم، أو لتخصصه في المجال المطروح أو لرغبته في الاستزادة فيه، وبدأت الصالونات في السنوات الأخيرة توسع دائرة الموضوعات فلم تعد تقتصر على الثقافة والأدب والفكر، بل اتجهت لملامسة قضايا حياتية واجتماعية وصحية وعلمية تهم الناس.

يختار أصحاب الصالونات كذلك موضوعاتهم بما يتسق مع هدفهم لإنشاء الصالون، والتي عبر عنها بعضهم بالرغبة في مناقشة قضايا المجتمع وإلقاء الضوء على دور المواطن في التنمية بجميع قطاعاتها العلمية والأدبية والاجتماعية، وتوعية الأجيال الجديدة، وبما يثبت قدرة صاحب الصالون على تقديم كل ما فيه مصلحة بلاده <span class="tooltip">(٢٠)<span class="tooltiptext">الخاني، أحمد (2012م) الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 2012م، الرياض، السعودية ، ص (544-545)،ص(566).</span></span>.

وإذ يصعب حصر الموضوعات التي ناقشتها الصالونات الأدبية في المملكة على مدى العقود الماضية من الموضوعات الثقافية والفكرية التي اختلفت بطبيعة اهتمام أصحاب هذه الصالونات، إلا أنه يمكن تقسيم محتوى هذه الموضوعات على النحو التالي بناء على شكلها العام:

  1. المحاضرات والندوات، ويتم فيها طرح ومناقشة موضوع أدبي أو فكري أو نقدي ثم يفتح بعد ذلك المجال للمداخلات والتفاعل مع مقدم المحاضرة.
  2. تكريم الشخصيات، ويميل هذا النوع إلى الاحتفاء بمسيرة شخصية معينة وتسليط الضوء على أبرز محطاتها، كما تتيح له تقديم شهادة عن تجربته.

و لكل صالون توجهاته الخاصة في طرح الموضوعات، ومدى اهتمامه بزيادة عدد الحضور من خلال تناول قضايا ذات تفاعل واسع <span class="tooltip">(٢١)<span class="tooltiptext">تقرير "الصالونات الثقافية تسهم في الكشف عن الملسوعين بلوثة الأدب بعيدا عن المؤسسات التي لا تهتم سوى بالأسماء"، صحيفة الجزيرة، العدد (463) بتاريخ 7مارس 2015م.</span></span>، وقد كان بعض أصحاب الصالونات يشيرون إلى ضرورة انفتاح التجربة على مناقشة قضايا المجتمع والأطياف الثقافية عموماً، بما يجعلها مفيدة للجميع، ويجنبها الانغلاق في النخبوية والانكفاء على الذات <span class="tooltip">(٢٢)<span class="tooltiptext">المصدر السابق نفسه .</span></span>.

وأهم ما يميز الصالونات الثقافية في المملكة الكثرة والتنوع فلا يشك أحد في أن معظمها يلامس الواقع ويحفز الأفكار لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام الراهن والمستقبلي، فالغالب في المنتديات هو الانفتاح وتقديم ما يهم المجتمع من تعليم وصحة واقتصاد ورياضة وقضايا فكرية واجتماعية وسياسية ووطنية، كما يحرص مؤسس الصالون الثقافي أن يقدم لمرتادي المنتدى العالِم والمتخصص أو من لدية اهتمام معين، وقد يكون في الحضور من هو أكثر منه تمكناً ودراية إلا أن المتحدث في الغالب يكون في تخصصه أو موضوعه متميزاً عن معظم الحضور، ثم إن فتح الحوار بين المتحدث والحضور أو بين الحضور أنفسهم بالإدارة الجيدة من شأنه صنع الفائدة العميمة والإضافة القيمة للكثير من الحوارات الثقافية والفكرية للفرد والمجتمع، وهي فائدة تضاعفت مع نمو الصالونات الثقافية وتطورها كماً ونوعاً خلال العقود الثلاثة الماضية، كانت الصالونات الثقافية حاضرة في مناقشة عديد من القضايا التي لا تقتصر على الأدب وحده، ونورد هنا نماذج من الموضوعات المتنوعة التي تم تناولها في عدد من الصالونات الثقافية في عدة مناطق في المملكة.

<div><table><span id="docs-internal-guid-0d4653c4-7fff-1887-b287-717338525204"><p dir="rtl"></p><div dir="rtl" align="left"></div></span><colgroup><col width="38"><col width="283"><col width="142"><col width="179"></colgroup><tbody><tr><td><br></td><td><p dir="rtl"><span>الندوة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>المجال</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الصالون</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>1</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الرياضة في طبرجل</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الرياضة</span></p></td><td rowspan="3"><p dir="rtl"><span>ثلوثية الدبوس في الجوف</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>2</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>زيتونة الجوف ..المستقبل والمنافسة الدولية</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الزراعة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>3</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>زراعة القوقعة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الصحة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>4</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الهجمات الإلكترونية</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الأمن المعلوماتي</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>إثنينية الذييب في الرياض</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>5</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>مخاطر الاستثمار</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الاقتصاد</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>6</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>المواقع الأثرية في جازان</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الآثار</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>خميسية الموكلي في جازان</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>7</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>أساطير تهامة والسراة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>التراث الشعبي&nbsp;</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>8</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>حوار حول قضايا الشباب</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الشباب</span></p></td><td rowspan="3"><p dir="rtl"><span>منتدى الثلاثاء في القطيف</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>9</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>التنمية السياحية في القطيف</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>السياحة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>10</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>تمكين المرأة. الآفاق والفرص</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>سوق العمل</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>11</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>مواقع التواصل الاجتماعي</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الإعلام والتقنية</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>صالون العطوي في تبوك</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>12</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>التربية الفكرية في المجتمع</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>التربية</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>صالون السالمي في الطائف</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>13</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الملك عبدالعزيز وحكاية الفنار</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>تاريخ المملكة</span></p></td></tr></tbody></table></div>

 استضافت الصالونات كذلك عددا من رجال الدولة ومسؤوليها في مجالات عديدة ومن ذلك استضافة الوزراء صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سابقاً، والدكتور محمد الرشيد وزير التعليم الأسبق، الذي استضيف كذلك في ثلوثية بامحسون، كما استضافت ثلوثية المشوح في الرياض الدكتور عبدالواحد الحميد نائب وزير العمل، الدكتور محمد الشريف رئيس هيئة مكافحة الفساد السابق، وعدداً من أعضاء مجلس الشورى ومنهم الدكتور بدر كريم، الدكتور عبدالله العسكر ، عبدالمحسن العبيكان، وقد كان حضور هذه الشخصيات باعثا لحوارات جادة في واقع الاهتمام الوطني والمجتمعي مثل سوق العمل ومجال الإعلام والتعليم وتعاون المواطن مع الدولة في تعزيز اللحمة المجتمعية والأمن الفكري ومواجهة الفساد.

     كان للشخصيات الثقافية والعامة دورها في تنويع محتوى الصالونات، وهم من أصحاب التجارب الطويلة في مجالات عدة، إثنينية عبدالمقصود خوجة مثلاً طبقت هذا النهج عبر أربعة عقود حين استضافت أسماء معروفة محلياً وعربيا دون أن يكون النتاج الأدبي المعيار الوحيد في ذلك، ومن أبرز هؤلاء الضيوف عبدالمجيد شبكشي، الوزير عبدالله بلخير، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن سلمان، الوزير عبدالعزيز خوجة، الموسيقار طارق عبدالحكيم، الفنان عزيز ضياء، عالم الآثار زاهي حواس، وغيرهم.

      وللصالونات الأدبية أهمية في إثراء المشهد الثقافي لأنها أصبحت جزءاً من نسيج المشهد الثقافي السعودي وهي تمثل نوافذ للاطلاع والاعتزاز بالأصالة والتراث الوطني والحضاري، كما تغرس وتكرّس أسساً هامة في الحوار والتلاقي بين الأفكار، إضافة إلى الاحتفاء بالرموز الثقافية والفكرية والاجتماعية وتوثيق حياتهم ومسيرتهم والاستفادة من تجربتهم، وتسعى الصالونات لتحقيق أهداف الحوار الهادف، بما تقدمه من تنوع وحوار وثراء معرفي وفكري، وقد انعكس نشاطها على الصحافة الثقافية، ورقية أو إلكترونية، فالصحافة ظلت إحدى الركائز الهامة لرسالة الصالونات الثقافية التي مثلت عمقاً للعمل الثقافي المدني، وشريكاً للعمل المؤسسي الرسمي والحكومي لتقديم زاد معرفي مناسب لكافة الشرائح المجتمعية <span class="tooltip">(٢٣)<span class="tooltiptext">الحارثي، مشهور محمد ( 2017م) منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله الثقافي -النشأة والتطوير، 5 أبريل 2017م، نادي المنطقة الشرقية الأدبي، ص (2).</span></span>.

قدمت الصالونات الثقافية تصوراً عملياً لإقامة نشاط ثقافي وضخت دماء جديدة في الأندية الأدبية التي تعد رافداً مهماً للحركة الثقافية بالمملكة، وتبنّت هذه الصالونات تقريب الأدب من المواطن البسيط وتكسير المقولات الجاهزة التي ظلت لعقود تنظر إلى الحوارات الثقافية بوصفها شأناً نخبوياً، وهو ما قلل لسنوات من التواصل الجمالي والأدبي التلقائي، وحجّم تداول الفكر والإبداع.

ومع تطور حركة المعرفة خلال السنوات الأخيرة وبروز نخبة شابة من المتخصصين والمبدعين في عدة مجالات، بدأ الشباب في الظهور كمتحدثين ومحاضرين في عدد من الصالونات الثقافية وكذلك في فعاليات المؤسسات الثقافية، وتبعهم جمهور من ذات الفئة العمرية، لكن هذا التأثير كان محدودا في ظل تبني الشباب وتفاعلهم مع بدائل عصرية لفكرة الصالونات والملتقيات الثقافية <span class="tooltip">(٢٤)<span class="tooltiptext">وفقا لدراسة إحصائية نشرها منتدى الثلاثاء الثقافي، فإن 61% من رواد الصالون كانوا ممن تجاوز 50 عاماً.</span></span>.

أتاحت الصالونات الثقافية شكلاً منظماً للعمل التطوعي الثقافي، الذي يبرز فيه دور الفرد في إثراء الثقافة في وطنه، كما صنعت خبرة تراكمية في تنظيم وتنسيق الفعاليات الثقافية، وبرز من خلالها من يستطيع توظيف هذه الخبرة في خدمة الأنشطة الثقافية في المملكة، بل أن بعض الصالونات تحولت إلى دور نشر ومراكز ثقافية ومنصات إعلامية ومعرفية تمتلك قدرة التأثير والمواكبة والمبادرة.

وعززت الصالونات كذلك دور المؤسسات الثقافية، وغطت جانباً من الأدوار التي يتطلع إليها المثقف من الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، من حيث إتاحة الفرصة للمبدعين والمفكرين وتشجيع الحوار وتكريم الرواد، وأسهم البذل المادي الذي قدمته الصالونات في أنشطتها، في سد جانب من الفعاليات والبرامج التي لم تكن المؤسسات الثقافية الرسمية قادرة على القيام بها في ظل ميزانياتها المحدودة.

وتقوم الصالونات بدور مكمل لدور المؤسسات الثقافية الرسمية المتمثلة بالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، وجميعها تستهدف الجمهور نفسه، وخلال الأوقات التي كانت تشهد تراجعاً في فاعلية ومردود الأنشطة التي تنفذها المؤسسات لأي سبب من الأسباب، كانت الصالونات هي البديل المتاح للباحثين عن النشاط الثقافي والحوارات الفكرية والنقدية، وكذلك للباحثين عن الالتقاء بالمثقفين والأدباء ومناقشتهم.

وقد كان لانتشار هذه الصالونات في الكثير من مدن المملكة ومحافظاتها دورٌ مهمٌ في تشكيل رافد ثقافي مهم ومميز، أسهم في دعم الحركة الفكرية والأدبية وهو ما انعكس على المشهد الثقافي بشكل عام <span class="tooltip">(٢٥)<span class="tooltiptext">أبو عراد، صالح علي (2016م) المجالس والمنتديات الثقافية في منطقة عسير، الانتشار العربي، الطبعة الأولى 2016م، ص(17) ، أبها ، السعودية.</span></span>.

وأسهمت الصالونات في تشكيل وعي مثقفي اليوم الذين يقدمون نتاجهم عبر الوسائل المختلفة، ويعدون نواة لتنفيذ برامج وزارة الثقافة ومبادراتها، كما نجحت في تعريف روادها بمستوى الحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة، جنباً إلى جنب مع حراكها التنموي والتحديثي، بالإضافة إلى ذلك أتاحت هذه الصالونات لعدد كبير من الخبرات والكفاءات الأكاديمية والبحثية والعلمية الوصول بأفكارهم وطروحاتهم إلى المجتمع، من خلال إتاحة الندوات لهم لنقل معرفتهم ومناقشتها مع زملائهم من المختصين في ذات المجال أو مجالات أخرى.

مثلت الصالونات نمطاً خاصاً من العمل الثقافي، فهي تعتمد على الجهد الذاتي لأصحابها والقائمين عليها من حيث التمويل والتنظيم، كما يضع أصحاب هذه الصالونات ومنظموها جداولها وبرامجها ومحتواها، ويكون لكل منها طريقته في إدارة النقاش، واختياراته التي تميزه على مستوى الطرح والموضوعات، الأمر الذي جعلها تحظى بالتنوع وتطرح خيارات جديدة للمثقفين، فضلاً عن إقامتها على مدى أيام الأسبوع، وهو ما يجعلها نشاطاً يومياً بالنسبة للزوار والمشاركين، في حين أن المؤسسات لا تقيم أنشطتها بصفة يومية <span class="tooltip">(٢٦)<span class="tooltiptext">الدعجاني، سهم ضاوي (2006م)الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية رصد وتوثيق، الطبعة الأولى ، الرياض ، السعودية ،ص22، الطبعة الأولى 2006م.</span></span>.

ورغم ما تقدمه الصالونات من حراك ثقافي وما تمتلكه من مرونة تنظيمية، لا يرى بعض المثقفين وجاهة في المقارنة بينها وبين الأندية الأدبية، لأن هذه الأخيرة تملك تاريخا متصلاً من العمل الثقافي المؤسسي والمدعوم بميزانيات ثابتة، فضلاً عن وجود لوائح وضوابط لعملها، في مقابل أن الصالون يكون محكوماً بما يراه صاحب الصالون <span class="tooltip">(٢٧)<span class="tooltiptext">القرني، صلاح (2017م) الصالون الثقافي.. حراك بلا ضوابط، صحيفة الرياض، بتاريخ 22 نوفمبر 2017م.</span></span>.

رغم أن الصالونات لم تكن نشاطاً ثقافياً رسمياً إلا أنها كانت تقام بتنظيم منضبط لا يختلف كثيراً عن أنشطة المؤسسات الرسمية، كما كانت هذه الصالونات تقدم الدور نفسه في خدمة الفكر والإبداع والنقد في المملكة، من خلال اقتراح رؤى وزوايا جديدة في هذا السياق، وكذلك بتسليط مزيد من الضوء على الموضوعات ذات الاهتمام الثقافي، عبر استضافة المعنيين بها، ومنحهم الفرصة للحديث بالتفصيل عن جوانب قد لا يكون تم التطرق لها في فعاليات أخرى. وبالنظر إلى أن أغلب جمهور الصالونات هم ممن يحضرون في المؤسسات الثقافية الرسمية، وضعها ذلك أمام مسؤولية أن تقدم لهم محتوى جاذباً ومختلفاً ونوعياً، بشكل مستمر، وأن توفر لهم فرصة أكبر للمشاركة والتفاعل، ليس بعيدا عن ذلك، ذهب مثقفون إلى وجهة نظر ترى في الصالونات والمنتديات رافدا مهما وحيويا للإسهام في النهوض بالحركة الثقافية في مقابل التخوف من البيروقراطية والشللية التي قد تظهر في بعض المؤسسات الثقافية <span class="tooltip">(٢٨)<span class="tooltiptext">الحارثي، مشهور محمد ( 2017م) منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله الثقافي -النشأة والتطوير، 5 أبريل 2017م، نادي المنطقة الشرقية الأدبي.</span></span>.

في إعادة تشكيل هيكلي للمؤسسات الثقافية الرسمية، تأسست في يونيو 2018م وزارة الثقافة في المملكة، وهي تعمل اليوم كمظلة لجميع أنماط العمل الثقافي، تبنت الوزارة ثلاثة محاور هي: الثقافة كنمط حياة، الثقافة من أجل النمو الاقتصادي، الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية، والصالونات الثقافية هي واحدة من المنصات التي تتكامل مع بقية العناصر في تحقيق هذه الأهداف. وواصلت الصالونات الثقافية انعقادها مع ظهور التنوع في محتواها خلال السنوات الأخيرة، وبالرغم من أنها تعد نشاطاً مستقلاً بطبيعته، إلا أن الصالونات يمكن أن تدخل في القطاع الفرعي " المهرجانات والفعاليات الثقافية" في الوزارة، علماً بأن الوزارة – حتى مع عدم تدخلها في تنظيم الصالونات – تؤكد أنها تتعاون مع كل الجهات الناشطة في المجال الثقافي، من أجل تعزيز الثقافة وتطويرها في كافة أنحاء المملكة <span class="tooltip">(٢٩)<span class="tooltiptext">موقع وزارة الثقافة السعودية.</span></span>.

وقد زادت وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة من تفاعل الصالونات الثقافية وفق ما تظهره معدلات الإقبال والحضور، كما قدمت هذه الصالونات مكتسبات مهمة للثقافة السعودية تصب في ثرائها وتطورها، وذلك من خلال ما يقدمه الأفراد عبر مجالسهم والدور الفردي المدني المتناغم مع الدور الرسمي للمؤسسات الثقافية بعد أن أصبحت واقعاً ثقافياً إيجابياً فرض نفسه خلال السنوات الماضية. وتلتقي الصالونات مع رؤية السعودية 2030 من حيث كونها الدور الذي يمكن أن يقوم به المواطن مع المؤسسات والهيئات والجمعيات المدنية في مؤازرة المؤسسة الثقافية الرسمية، دعماً لأوجه الثقافة بشتى أنواعها <span class="tooltip">(٣٠)<span class="tooltiptext">حديث خاص مع الباحث هيثم السيد بتاريخ 2 مايو 2022م.</span></span>.

وفى ظل رؤية السعودية 2030، وهي الرؤية التحديثية الأضخم في تاريخ المملكة، والتي لا تتعلق بالقطاع الاقتصادي فقط، وإنما تتصل بالمجتمع من خلال محورها الأساسي " مجتمع حيوي"، كان هناك استهداف للارتقاء بالمردود الثقافي من خلال برنامج " جودة الحياة"، فضلاً عن دعم الرؤية للعمل التطوعي ولدور القطاع غير الربحي، واستثمارها في الإنسان عبر" برنامج تنمية القدرات البشرية"، وجميع هذه الأهداف يمكن للأفراد الإسهام فيها من خلال منصات وأنشطة كالصالونات الثقافية.

خلال أكثر من مناسبة، كانت الصالونات فرصة للحديث عن الرؤية وبرامجها ومرتكزاتها ومسؤولية كل جهة في تنفيذها، على سبيل المثال، شهد العام 2018م إطلاق صالون ثقافي، لم يكن في منزل أحد المثقفين وإنما تم بتنظيم من نادي أبها الأدبي والهيئة العامة للثقافة، كانت هذه الفكرة مبادرة من مؤسسية ثقافية مستمدة من دور الأفراد في تأسيس الصالونات، وقد تم خلالها التطرق إلى دور الثقافة في دعم القطاع السياحي لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 <span class="tooltip">(٣١)<span class="tooltiptext">تقرير انطلاق فعاليات الصالون الثقافي بأبها، وكالة الأنباء السعوديةـ 1 يوليو 2018م.</span></span> سبق ذلك ببضعة أشهر نقاش تم في الصالون الثقافي النسائي في نادي جدة الأدبي، بعنوان "المرأة في رؤية 2030" <span class="tooltip">(٣٢)<span class="tooltiptext">المرأة في رؤية 2030، محور نقاش في الصالون النسائي الثقافي، موقع باحثات، 2 يناير 2018م.</span></span> ، كانت هذه التجارب محفزة للطرح الفكري المواكب للرؤية، تماما، كما أثبتت إمكانية تنظيم الأندية لصالونات كفعاليات مساندة لها.

ساعد دور الصالونات الثقافية في زيادة التعريف بالدور التنموي لأبناء الوطن في تحقيق رؤية السعودية 2030، وذلك من خلال تخصيص مساحة أكبر لمناقشة محاور الرؤية في الصالونات، والعمل على نقل فعالياتها عبر وسائل الإعلام،. <span class="tooltip">(٣٣)<span class="tooltiptext">المصيبيح، سعود (2020م) مقالة الصالونات الثقافية، صحيفة نبض العرب، 2 يوليو 2020م.</span></span>وأعلن أصحاب صالونات ثقافية عن تركيزهم على التناول الثقافي لموضوعات معنية بمواكبة التحول المعرفي والاقتصادي، واستضافة المتخصصين للحديث عنها، معتبرين أن هذا هو دور النخب السعودية من أجل إنجاح هذه الرؤية الطموحة للمستقبل <span class="tooltip">(٣٤)<span class="tooltiptext">مسهور، هاني (2016م) أحمد باجنيد: تفاعلنا الثقافي يعزز من رؤية السعودية 2030، صحيفة الجزيرة، العدد (15958) 7 يونيو 2016م.</span></span>.

في جدة، تم الإعلان في شهر مايو 2022م عن إطلاق صالون الدكتور علي ناقور الثقافي والفني الذي وصف بالأحدث في المملكة العربية السعودية، خلال الاحتفال تم التأكيد أن الصالون الذي سيقام بشكل شهري، سيكون ثقافيا وعلميا وأدبيا واجتماعيا، وقد جاء ليتماشى مع رؤية السعودية 2030 <span class="tooltip">(٣٥)<span class="tooltiptext">(  الجبيني، فاطمة (2022م)  افتتاح صالون د. علي ناقور الثقافي الفني في جدة، صحيفة الحدث، 21 مايو 2022م.</span></span>.

الفصل الرابع : معوقات استمرار الصالونات الثقافية

تواجه الصالونات الثقافية حاليًا مشكلات كثيرة تؤثر في مستوى فاعليتها، من أبرزها قلة الوعي بدورها، أو اتخاذ مواقف شخصية وأحكام مسبقة تجاه أصحابها أو ما يطرح فيها، واقتصار الدعوات فيها على فئة معينة وعدم وصول أنشطتها إلى جميع الفئات المهتمة بها.

ومن أبرز معوقات استمرار الصالونات هو وفاة أصحابها، وفي ظل رغبة الرواد والمثقفين في عدم توقف هذه الصالونات فإن الحل هو تحويل الصالونات إلى مؤسسات ثقافية لها ديمومة بعد رحيل أصحابها، وإن كان هذا لا يخلو من تحدٍ آخر، وهو الافتقاد لما كان يتمتع به صاحب الصالون من علاقات قوية وحسن اختيار للموضوعات والأسماء.

لا يمكن بدقة قياس تأثير الصالونات على الشباب، لكن تكررت دعوة المثقفين لانخراط الفئة الشابة في الصالونات الثقافية ليستمعوا إلى التجارب ويشاركوا في الحوارات بل وأن يكون لهم دور أساسي في إدارة الندوات والنقاش، وإن كان هذا الهدف يواجه تحدياً يتمثل بوجود ملهيات ومشغلات تجذب الشباب إلى أنشطة أخرى، في حين أن وجود فئات عمرية متفاوتة في الصالونات يعد ضامناً لبقائها واستمرارها.

الوقوع في مغبة الطرح المتشابه بين الصالونات هو أحد التحديات التي تواجهها، ويتضمن ذلك استضافة الشخصيات ذاتها التي تظهر في صالون آخر أو في فعالية لمؤسسة ثقافية، بل وتقديم ذات المادة التي يقدمونها تقريباً، الأمر الذي يمثل تكراراً لا يرغبه رواد الصالونات من المثقفين الباحثين عن التنوع والتجديد.

وقد ظلت أهمية تطوير المحتوى فكرة مطروحة باستمرار ليس فقط في الصالونات الثقافية السعودية، وإنما في الصالونات العربية إجمالاً، فقد نشأت مقارنات بين قوة الطرح الذي كان يحرك المشهد الأدبي والنقدي ويصنع الحدث في صالونات رائدة كصالون مي زيادة والعقاد، وبين ما تطرحه الصالونات المعاصرة، كما أرجع البعض ضعف الطرح إلى سيطرة صاحب الصالون على الموضوع وعدم وجود هيئات إدارية تتولى ذلك من منطلقات معرفية وثقافية متنوعة، فيما ذهبت آراء نقدية إلى أن محتوى الصالونات بات رهيناً للنمطية ومفتقداً للتجديد والابتكار، وأن بقاءها، شكلاً، رافقه فراغ في المضمون الذي يطمح إليه المثقفون <span class="tooltip">(٣٦)<span class="tooltiptext">معروف، حسام (2019م) الصالونات الثقافية العربية.. أزمة المحتوى وضمانات الاستمرار، صحيفة إرم نيوز، 17 يوليو 2019م.</span></span>.

سبب آخر ارتبط بتوقف الصالونات بعد فترة من الزمن، وهو تغير نمط حياة المثقفين خلال السنوات الأخيرة وانشغالهم بمزيد من الالتزامات اليومية، مما جعل حضور فعالية أدبية، سواء في صالون أو في ناد أدبي أو مركز ثقافي، يتراجع في قائمة أولوياتهم.<span class="tooltip">(٣٧)<span class="tooltiptext">فقيهي ،أحمد عائل (2013م) أدباء : الصوالين الثقافية أكثر حرية من الأندية الأدبية، صحيفة عكاظ، 15 ديسمبر 2013م.</span></span>. وأيضاً قلة النشر الإعلامي أو ضعف التعريف بنشاط الصالونات مما أدى إلى تراجع تأثيرها، وقلة التفاعل معها، وهو ما قادها إما إلى التحول إلى محفل نخبوي منغلق أو إلى التوقف <span class="tooltip">(٣٨)<span class="tooltiptext">إسماعيل، سامح (2017م) صالون الأهرام محاولة انفتاح ثقافي تنكفئ نخبوياً، موقع حفريات ، 15 نوفمبر 2017م.</span></span>.

كما تواجه الصالونات تحدياً آخر، وهو أنها نشأت في ظروف زمنية سابقة لتحل مشكلات لم تعد موجودة في الوقت الراهن، ومن أبرزها محدودية المصادر المعرفية والتثقيفية، حيث أصبح باستطاعة الجميع اليوم، في ظل التقنية الحديثة، إيجاد طرق لا يمكن حصرها لتغطية احتياجهم إلى المعرفة والثقافة والتفاعل مع مجتمعات تحمل الاهتمام ذاته بأكثر من طريقة، وهو ما قد يعود بفوائد تعادل عشرات الكتب والندوات.

يعد التحدي المادي كذلك عائقاً أمام استمرار الصالونات الثقافية، فهي فعاليات غير مدعومة بميزانيات كما هو الحال في المؤسسات الثقافية الرسمية، إذ تقوم على الإنفاق الشخصي من أصحابها، وتنوعها ما بين استضافة المتحدثين وتحمل نفقات المشاركين والعاملين على التنفيذ والتنظيم والضيافة ونحو ذلك. الأمر الذي قد لا يمكن لكل أصحاب الصالونات الوفاء به على المدى الطويل، كما كانت بعض الصالونات الثقافية تواجه مشكلات من نوع آخر، تتمثل في انتقال القائمين عليها إلى العمل في المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، الأمر الذي يؤثر على تفرغهم لإقامة الصالونات، وانشغال البعض باستحقاقات معيشية وحياتية كالسفر والدراسة، كما تم التطرق إلى عدم الاهتمام بالشباب كسبب للعزوف عن حضور الصالونات <span class="tooltip">(٣٩)<span class="tooltiptext">الحكيم، نعيم تميم (2017م) الصوالين الثقافية النسائية. النزع الأخير، صحيفة عكاظ، بتاريخ 11 نوفمبر 2017م.</span></span>.

ومن المعوقات الأخرى، ارتباط الصالونات، ليس فقط في المملكة بل حتى في التجارب الخليجية والعربية، بصورة نمطية تم تكريسها عبر الكثير من الوسائل الإعلامية، فضلاً عن إيمان الكثير من المثقفين بها، وهي أنها تمثل جانباً من الوجاهة المحضة التي لا تحمل الهم الثقافي الخالص، بالإضافة إلى ما يوصف بالإسراف والبذخ في هذه الصالونات <span class="tooltip">(٤٠)<span class="tooltiptext">أحمد، جهاد (2018م) صوالين أدبية سعودية.. نقاش فقير وعشاء باذخ، صحيفة الاقتصادية، 8 فبراير 2018م.</span></span>.  هذه الفرضيات لا يمكن اعتبارها نافية لوجود المحتوى الثقافي المطروح في هذه الصالونات، ولكنها قد تؤثر على استمراريتها، إذا تسببت بهز ثقة المثقفين مما يؤثر سلباً على مستويات الحضور <span class="tooltip">(٤١)<span class="tooltiptext">تقرير الصالونات الثقافية قلق من التراخيص وأمل في الدعم، صحيفة المدينة، 9 أبريل 2014م.</span></span>.

مع ظهور الإنترنت في بدايات التسعينات الميلادية، نشأ واقع جديد تبعته تغيرات جذرية متصاعدة على مختلف أوجه الحياة، كان المشهد الثقافي – والصالونات جزء منه – من المتأثرين بهذه التغيرات، وفي حين ظهر الكتاب الإلكتروني والصحافة الإلكترونية في مقابل الكتاب الورقي والصحافة الورقية، ظهرت المنتديات الإلكترونية كفكرة موازية للصالونات الثقافية التقليدية، وبالتوازي ظهر منافس جديد للصالونات الثقافية متمثل في "المنتديات الالكترونية" علي الانترنت، وصولاً إلى انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة التعامل معها التي أعادت أنماطاً تقليدية كثيرة من العمل الثقافي والإعلامي إلى آخر قائمة اهتمامات الجيل الحالي.

ظلت الساحة تتسع للجميع، رغم أن المنافسة تزداد صعوبة مع كثرة الخيارات وجاذبية الجديدة منها، بعض الصالونات الشبابية الجديدة كانت تعبر بوضوح عن كونها امتداداً للصالونات العريقة، بعض الصالونات كانت تنعقد افتراضياً ما يعنى اختصارا للوقت والجهد الذى يبذله الشخص لحضور صالونٍ معينٍ، الأمر الذي قلل من جاذبية الحضور والمشاركة في الصالونات الثقافية، وبالتالي أثر على جدوى الاستمرار في إقامتها بشكلها التقليدي، وجعلها أمام ضرورة الاستجابة للتقنيات الجديدة.

وفي السنوات الأخيرة كثرت المواقع الإلكترونية وزادت أهميتها في توصيل المعلومة بالصوت والصورة، ومع تعدد وتنوع قنوات التواصل الاجتماعي التي تنقل الحدث والمعلومة إلى مختلف بقاع العالم، استفادت الصالونات الأدبية في تخزين هذه الوثائق الهامة من محاضراتها في «اليوتيوب» وغيرها ليسهل الحصول على المعلومة في أي وقت، وأغلب الصالونات الأدبية تقوم بتجميع المحاضرات والندوات في مجلدات دورية، أو في أقراص مدمجة لتوزيعها على الحضور. ومع ظهور وسائل التواصل وتقنيات البث الرقمي التي أتاحت مساحات للحوار والتفاعل الفكري والأدبي عبر منصات افتراضية، نشأت فرصة يمكن الاستفادة منها من قبل القائمين على الصالونات الثقافية، حيث وفرت لهم برامج ومواقع حديثة لنشر فعاليات الصالون الأدبي إلى قطاع أوسع من الجمهور، والقراء، والمشاهدين، في الوقت الراهن، تتيح بعض الصالونات الحضور والمتابعة عبر تقنيات البث المرئي المباشر، بالإضافة إلى انعقادها في شكلها الواقعي المعتاد الذي يراه البعض سمة خاصة من التواصل الإنساني بتفاعله الطبيعي والاجتماعي المحبب إلى النفس.

تطورات جديدة تم التطرق لها من خلال أطروحات المثقفين والمهتمين بالأدب، ومن ذلك أن الصالونات الثقافية في طريقها إلى التوسع بشكل ما، أو التحول إلى صيغ أخرى، كأندية القراءة على سبيل المثال <span class="tooltip">(٤٢)<span class="tooltiptext">عزب، صفاء (2019م) هل انتهى عصر الصالونات الثقافية المغلقة بتحول هوائيات النت إلى منابر للكلام؟  مجلة المجلة، 26 سبتمبر 2019م.</span></span>. والذي يعد في إطاره العام صالوناً ثقافياً ولو اختلف محتوى الطرح وهدفه.

       لقد تغيرت أنماط التواصل البشري والطرح الإعلامي بشكل جذري نحو الفضاء الرقمي، وأصبحت حياة الناس في جزء كبير منها تدور في متابعة ما تحمله الشاشات بل والتفاعل من خلالها على مدار الساعة مع أشخاص في مختلف أنحاء العالم، والاطلاع على مصادر معرفية لا حدود لها في ظرف ثوان معدودة، هذه المعطيات تجعل المثقف باحثاً عن أسباب جديدة لحضور صالون ثقافي، وجعلت صاحب الصالون الثقافي أمام مسؤولية إيجاد هذه الأسباب.

الفصل الخامس : نتائج الدراسة الميدانية

اعتمدت هذه الدراسة على أداة الاستبانة في جمع البيانات وتحليلها لتحقيق أهداف الدراسة، والإجابة على تساؤلات الدراسة لعينة من المبحوثين رواد الصالونات الثقافية، وخرجت بالنتائج التالية :

جدول رقم 1

تدرج ليكرت الثلاثي المستخدم في قياس دور الأفراد في تشكيل الثقافة السعودية

(الصالونات الثقافية نموذجاً)

<div><table><span id="docs-internal-guid-3ccf31ea-7fff-326f-5a2c-5ab4ee4ab581"><div dir="rtl" align="left"></div></span><colgroup><col width="56"><col width="131"><col width="93"><col width="145"><col width="16"><col width="115"></colgroup><tbody><tr><td colspan="4" rowspan="2"><p dir="rtl"><span>تدرج ليكرت الثلاثي</span></p></td></tr><tr></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>التدرج</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>طول الفترة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>مدى الفترة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الوصف</span></p></td></tr><tr><td><p dir="ltr"><span>1</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>1.00 -1.65</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>0.65</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td></tr><tr><td><p dir="ltr"><span>2</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>1.67 – 2.33</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>0.66</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="ltr"><span>3</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>2.34 – 3.00</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>0.66</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr></tbody></table></div>

استخدمت الدراسة تدرج ليكرت لحساب طول الفترات و مدى كل تدرج

جدول رقم 2

الإحصاءات الوصفية و اختبار الصدق لاستبانة دور الأفراد في تشكيل الثقافة السعودية

(الصالونات الثقافية نموذجاً)

<div class="table-wrapper-div"><table><span id="docs-internal-guid-acb262d1-7fff-d79e-88a4-0eceafd31bc9"><div dir="rtl" align="left"></div></span><colgroup><col width="35"><col width="356"><col width="36"><col width="40"><col width="40"><col width="42"><col width="44"><col width="64"><col width="32"><col width="59"></colgroup><tbody><tr><td colspan="3"><p dir="rtl"><span>العبارة</span></p><p dir="rtl"><span>&nbsp;</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>لا لأدري</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>المتوسط</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الانحراف </span><span><br></span><span>المعياري</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الترتيب&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</span></p><br></td><td><p dir="rtl"><span>الاتجاه العام</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>1</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل تسهم الصالونات الثقافية في رفع الوعي الثقافي؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>12</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>35</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>113</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.63</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.621</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>1</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="ltr"><span>%</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>7.5</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>21.9</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>70.6</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل أسهمت الصالونات الثقافية في بناء مبادرات ثقافية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>22</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>52</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>86</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.40</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.720</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>6</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13.8</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>32.5</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>53.8</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>3</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل أسهمت الصالونات الثقافية في نقل الثقافة السعودية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>32</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>45</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>83</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.32</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.788</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>9</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>20</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>28.1</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>51.9</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>4</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل أسهمت الصالونات السعودية في عرض الثقافة السعودية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>28</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>49</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>83</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.34</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.761</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>7</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>17.5</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>30.6</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>51.9</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>5</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل تناقش الصالونات قضايا وطنية ذات أهمية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>31</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>63</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>66</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.22</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.750</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>10</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>19.4</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>39.4</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>41.3</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>6</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل يشارك بالصالونات مثقفون لديهم وعي بالقضايا الوطنية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>22</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>62</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>76</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.34</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.708</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>7</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13.8</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>38.8</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>47.5</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>7</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل الصالونات الثقافية عامل مهم لدعم الحراك الثقافي في المملكة العربية السعودية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>20</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>33</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>107</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.54</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.708</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>3</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>12.5</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>20.6</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>66.9</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>8</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل يعد تنوع&nbsp; موضوعات الصالونات الثقافية في المدينة الواحدة دليلاً على دورها في رفع الوعي الثقافي؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>21</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>31</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>108</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.54</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.717</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>3</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13.1</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>19.4</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>67.5</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>9</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل وجود صالونات ثقافية في مدن متعددة من المملكة العربية السعودية مؤشر لدورها الفعال في دعم الثقافة؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>16</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>33</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>111</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.59</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.666</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>10</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>20.6</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>69.4</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>10</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل للصالونات دور في التخفيف من آثار العصبية القبلية والمناطقية والمذهبية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>32</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>43</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>85</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.33</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.791</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>8</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>20</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>26.9</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>53.1</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>11</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل تسهم الصالونات بتنوعها في زيادة اللحمة الوطنية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>18</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>48</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>94</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.48</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.691</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>4</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>11.3</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>30</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>58.8</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>12</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل سيؤدي استخدم تقنية التواصل عن بعد عبر الانترنت لتضاؤل دور الصالونات؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>42</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>52</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>66</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.15</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.810</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>12</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>26.3</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>32.5</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>41.3</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>13</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل هناك إقبال من جيل الشباب على الصالونات؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>63</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>40</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>57</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>1.96</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.868</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>14</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>39.4</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>25</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>35.6</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>14</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل&nbsp; ستتدثر الصالونات بوضعها الحالي وتنتهي في الفترة القادمة؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>37</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>63</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>60</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.14</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.768</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>13</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>23.1</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>39.4</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>37.5</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>15</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل </span><span>ستتحول</span><span> الصالونات الثقافية مستقبلا، مع الجيل الجديد، إلى تقليد اجتماعي بلا تأثير؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>34</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>60</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>66</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.20</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.767</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>11</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>21.3</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>37.5</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>41.3</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>16</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل الصالونات بوضعها الحالي قادرة على جذب الجيل الجديد من الشباب؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>65</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>46</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>49</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>1.90</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.841</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>15</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>40.6</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>28.7</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>30.6</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>17</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل ستتحول الصالونات في ظل وسائل التكنولوجيا الى صالونات افتراضية؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>21</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>53</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>86</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.41</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.712</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>5</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13.1</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>33.1</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>53.8</span></p></td></tr><tr><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>18</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل الصالونات قادرة على أن تتطور وتتكيف مع العصر ومتطلبات الشباب؟</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ع</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>22</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>40</span></p></td><td><p dir="ltr"><span>98</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>2.48</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>0.726</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>4</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13.8</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>25</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>61.3</span></p></td></tr><tr><td colspan="8"><p dir="rtl"><span>المتوسط الحسابي الكلي للاستبانة</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>2.33</span></p></td></tr><tr><td colspan="8"><p dir="rtl"><span>الاتجاه العام للاستبانة</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا ادري</span></p></td></tr><tr><td colspan="8"><p dir="rtl"><span>معامل كرونباخ الفا للصدق والثبات&nbsp;</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>0.833</span></p></td></tr></tbody></table></div>

وباستعراض نتائج الجدول رقم  2 ، وجد الباحث أن الفقرات "هل تسهم الصالونات الثقافية في رفع الوعي الثقافي؟ " و "هل وجود صالونات ثقافية في مدن متعددة من المملكة العربية السعودية مؤشر لدورها الفعال في دعم الثقافة؟ " و "هل الصالونات الثقافية عامل مهم لدعم الحراك الثقافي في المملكة العربية السعودية؟ "  وكذلك فقرة  "هل يعد تنوع  موضوعات الصالونات الثقافية في المدينة الواحدة دليلاً على دورها في رفع الوعي الثقافي؟ "هي الفقرات الأعلى من حيث المتوسط الحسابي والأعلى في ترتيب استبانة "دور الأفراد في تشكيل الثقافة السعودية (الصالونات الثقافية نموذجاً) ".

       بينما وجد الباحث أن الفقرات "هل  ستندثر الصالونات بوضعها الحالي وتنتهي في الفترة القادمة؟" و فقرة "هل هناك اقبال من جيل الشباب على الصالونات؟" و فقرة "هل الصالونات بوضعها الحالي قادرة على جذب الجيل الجديد من الشباب؟"  هي الأدنى ترتيبا والأقل من حيث المتوسط الحسابي وأقلها من وجهة نظر المشاركين في الاستبانة . كما بلغ المتوسط الحسابي الكلي للاستبانة 2.33 و عليه فإن الاتجاه العام للاستبانة هو " لا أدري. و قد بلغت قيمة معامل الفا كرونباخ لصدق و ثبات الاستبانة 0.833 أي أن هذا الاستبانة يمكن الاعتماد على نتائجها بنسبة 83 % و هي تعتبر قيمة عالية.

ويمكن تفسير نتائج الجدول من خلال ما يلى :

<div><table><span id="docs-internal-guid-59d8ea81-7fff-b238-a4ed-8b35227cdbc3"><div dir="rtl" align="center"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="54"><col width="246"><col width="26"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل تسهم الصالونات في رفع الوعي الثقافي؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>1</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>21.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>33</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>7.6%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>70.9%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>112</span></p></td></tr></tbody></table></div>

ارتفاع نسبة (نعم) يؤكد أهمية دور الصالونات الثقافية كمنصة فكرية ومعرفية يمكنها الإفادة، في تحسين معرفة المجتمع بالراهن الثقافي والتأثير الإيجابي فيه.

ما يقارب نصف العينة المستهدفة لا تعرف عن إسهام الصالونات في المبادرات الثقافية أو لا تعتقد بوجودها، يتطلب هذا زيادة عمل على وصول أثر هذه الصالونات وإسهاماتها الاجتماعية، كما يعد محفزا لزيادة نسبة هذا الإسهام لاستثمار تصاعد روح المبادرات والمشروعات التطوعية في المملكة.

<div><table><span id="docs-internal-guid-7e8e9af7-7fff-ab22-67ee-a9d166c724bf"><div dir="ltr" align="center"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="28"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل أسهمت الصالونات الثقافية في نقل الثقافة السعودية إلى فضاءات جديدة؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>3</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>27.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>43</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>20.3%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>32</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>52.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>83</span></p></td></tr></tbody></table></div>

تدل النسبة على أن بإمكان الصالونات القيام بدور أكبر في نقل الثقافة السعودية إلى مستويات جديدة من التأثير والوصول بها إلى المتلقي داخل وخارج المملكة في ظل امتلاكها خصوصية التجربة والشكل المميز عن الفعاليات الثقافية التقليدية، وكذلك عن الفعاليات الاجتماعية المعتادة.

<div><table><span id="docs-internal-guid-d560efdb-7fff-0dc2-e9ec-3a6a4a45fd96"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="28"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل أسهمت الصالونات في عرض الثقافة السعودية كما يجب؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>4</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>30.6%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>49</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>17.8%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>28</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>51.6%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>81</span></p></td></tr></tbody></table></div>

الصالونات الثقافية تعبير عن "المجلس" وهو في حد ذاته مظهر يجسد الثقافة السعودية، نسبة اختيار (نعم) بين عينة تؤكد أهمية بذل مزيد من العمل بحيث تكون الشخصية السعودية بعمقها الحضاري ممثلة في المحتوى، كما هي في الشكل.

<div><table><span id="docs-internal-guid-d86289aa-7fff-8c58-ccc1-aa33eb6d2592"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="28"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل تناقش الصالونات قضايا وطنية ذات أهمية؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>5</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>39.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>62</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>19.6%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>31</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>41.1%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>65</span></p></td></tr></tbody></table></div>

نسبة أقل من نصف عينة البحث، ترى أن الصالونات ناقشت قضايا وطنية، قد يكون لذلك ارتباطه بطبيعة الطرح في هذه الصالونات، وكذلك بأن كثيرا من البرامج بشكل مسبق، ما يقلل من فرص الطرح التفاعلي مع ما يستجد من قضايا وطنية تهم الرأي العام.

<div><table><span id="docs-internal-guid-51fb4f99-7fff-41bc-9ddb-ab2a78b293ec"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="28"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل يشارك في الصالونات مثقفون لهم وعي بالقضايا الوطنية؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>6</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>38.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>60</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13.4%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>21</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>48.4%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>77</span></p></td></tr></tbody></table></div>

أغلب المحاضرين والمتحدثين في الصالونات الثقافية ممن يملكون الوعي الوطني ولكن قد يغلب التخصص الأدبي على طرحهم، يمكن رفع هذه النسبة باستهداف شريحة جديدة من الأسماء المعروفة بطرحها للقضايا الوطنية ولو كانوا من غير المتخصصين بالأدب.

<div><table><span id="docs-internal-guid-728feb83-7fff-23ac-321b-b3890d73b0f6"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="28"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل الصالونات الثقافية عامل مهم لدعم الحراك الثقافي في المملكة العربية السعودية؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>7</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>19.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>30</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>12.8%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>20</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>67.9%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>108</span></p></td></tr></tbody></table></div>

تعبر النسبة العالية لاختيار (نعم) عن ثقة تامة بدور الصالونات الثقافية في دعم الثقافة السعودية، هذا الرضا يدل على نجاح مسيرتها خلال العقود الماضية في تعزيز هذا الشعور لدى المثقفين.

<div><table><span id="docs-internal-guid-142814ce-7fff-819e-31e0-83af005582ff"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="65"><col width="62"><col width="65"><col width="61"><col width="65"><col width="61"><col width="227"><col width="28"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل يعد تنوع موضوعات الصالونات الثقافية في مدن المملكة دليلا على دورها في رفع الوعي الثقافي؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>8</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>19.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>31</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>21</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>67.3%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>106</span></p></td></tr></tbody></table></div>

نسبة كبيرة من (نعم) تدل بوضوح على بحث المهتمين والرواد عن موضوعات متنوعة تلائم تنوع مشاربهم واهتماماتهم، كما يعبر عن فهم التنوع الذي تحظى به الثقافة في مناطق المملكة، هذا يزيد معدلات المتفاعلين مع الصالونات كما يرفع لديهم مستويات الوعي الثقافي ويجعله أكثر التصاقاً بحياتهم.

<div><table><span id="docs-internal-guid-715f1d95-7fff-d4e5-6160-33610ea8821b"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="60"><col width="228"><col width="28"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل وجود صالونات في مدن متعددة من المملكة مؤشر لدورها الفعال في دعم الثقافة؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>9</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>20.3%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>32</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>10.1%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>16</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>69.6%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>110</span></p></td></tr></tbody></table></div>

هذه هي النسبة الأعلى لاختيار (نعم) بين جميع أسئلة البحث، وهي تؤكد حالة الرضا بالتنوع الممتد للصالونات عبر جغرافيا المملكة، والذي جعلها تتنوع بتنوع المدن وثقافتها وشخصياتها ومبدعيها، كما تبعث الرغبة لدى كل مدينة في تطوير حراكها الثقافي والاحتفاء برموزها.

<div><table><span id="docs-internal-guid-c190dc0c-7fff-2d0c-088c-4fc7d72443f0"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="32"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل للصالونات دور في التخفيف من آثار العصبية القبلية والمناطقية والمذهبية؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>10</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>27.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>43</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>19.6%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>31</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>53.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>84</span></p></td></tr></tbody></table></div>

نسبة الموافقين تدل على ضرورة المزيد من العمل في الصالونات الثقافية على مناقشة موضوعات التعايش وتجسيده، والاندماج في روح الوطنية الواحدة، واستثمار المشترك الثقافي والإنساني والاجتماعي، بعيداً عن كل التصنيفات الأخرى.

<div><table><span id="docs-internal-guid-e53f97a6-7fff-88b1-fceb-d3dd9419a8ed"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="32"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل تسهم الصالونات بتنوعها في زيادة اللحمة الوطنية؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>11</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>29.9%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>46</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>11.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>20</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>58.6%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>92</span></p></td></tr></tbody></table></div>

نسبة جيدة، وقابلة للزيادة للوصول إلى قرابة 90% في حال تم التعريف بالدور الوطني للصالونات، خصوصاً إسهامها في اللحمة الوطنية، عبر دمج أبناء وبنات الوطن، كمنظمين ورواد ومتحدثين، في مشروع ثقافي يخدم بلادهم ويواكب مناسبات الوطن ويبرز منجزه.

<div><table><span id="docs-internal-guid-e4c1257c-7fff-fd7b-e160-3a4bf5633221"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="32"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل سيؤدي استخدام تقنية التواصل إلى تضاؤل دور الصالونات؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>12</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>32.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>51</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>26.8%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>43</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>40.8%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>64</span></p></td></tr></tbody></table></div>

رغم أن نسبة اختيار (نعم) تعد قليلة بعض الشيء، إلا أنها تدل على بقاء أمل استمرار الصالونات الثقافية حتى في ظل تقنيات التواصل عن بعد، قد يعني ذلك احتفاظ الصالونات بمزيّة اللقاء المباشر بين الرواد في بعده الاجتماعي والإنساني.

<div><table><span id="docs-internal-guid-989c7b1f-7fff-69a1-e28f-dada65aa527f"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="32"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل هناك إقبال من جيل الشباب على الصالونات؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>13</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>25.3%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>40</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>39.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>62</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>35.4%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>56</span></p></td></tr></tbody></table></div>

تكاد النسبة تتساوى مع تفوق نسبي لمن يرجحون غياب الشباب عن الصالونات، يعزز هذا ما يقال حول انغلاق هذه الصالونات على فئة عمرية بعينها، كما قد يشير إلى أن الشباب قد اختاروا أن يقيموا صالوناتهم بأنفسهم وبما يلائمهم.

<div><table><span id="docs-internal-guid-72c64b0c-7fff-c3a3-d334-d8495774fa89"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="32"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل ستندثر الصالونات بوضعها الحالي وتنتهي في الفترة القادمة؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>14</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>39.9%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>63</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>22.8%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>36</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>37.3%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>59</span></p></td></tr></tbody></table></div>

تدل المؤشرات في عينة البحث على حالة من عدم اليقين تجاه مستقبل الصالونات الثقافية بشكلها الحالي، مع الميل للاعتقاد باختفائها، قد يعني هذا اختفاء شكلها التقليدي وظهورها بصورة جديدة، هذا يستوجب مزيداً من العمل على تطوير الصالونات، ليس فقط للمواكبة بل للمنافسة أيضاً.

<div><table><span id="docs-internal-guid-54ab363e-7fff-2791-1d99-998ce83191c4"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="32"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل ستتحول الصالونات الثقافية مستقبلا، مع الجيل الجديد، إلى تقليد اجتماعي بلا تأثير؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>15</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>38%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>60</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>21.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>34</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>40.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>64</span></p></td></tr></tbody></table></div>

يشير التفوق النسبي لاختيار (نعم) إلى توقع متحفظ لاختفاء الأثر الثقافي للصالونات لصالح الأثر الاجتماعي، دور أصحاب الصالونات هو تأكيد القدرة على إحداث التأثيرين معاً.

<div><table><span id="docs-internal-guid-decd7e61-7fff-b003-3f56-93f3eeabf1c2"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="32"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل الصالونات بوضعها الحالي قادرة على جذب جيل الشباب؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>16</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>28.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>45</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>41.1%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>65</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>30.4%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>48</span></p></td></tr></tbody><p dir="rtl"><span></span></p></table></div>

النسبة الأعلى لا ترى أن الصالونات الحالية جاذبة للشباب، هذه الإجابة جاءت بشكل صريح كذلك في أحد مداخلات الشباب ضمن محتوى البحث، سيكون على أصحاب الصالونات وضع الفئة الشابة ضمن اهتماماتهم، للدافع الأدبي، وربما لجعل الصالونات أكثر شباباً أيضاً.

<div><table><span id="docs-internal-guid-6c0acf11-7fff-d357-ec5b-e890979c4459"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="67"><col width="61"><col width="67"><col width="61"><col width="67"><col width="61"><col width="225"><col width="34"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل ستتحول الصالونات في ظل وسائل التكنولوجيا إلى صالونات افتراضية؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>17</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>33.3%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>53</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>11.5%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>18</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>55.1%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>87</span></p></td></tr></tbody></table></div>

نسبة أكثر من النصف تعتقد بحتمية التحول نحو الصالونات الافتراضية، سيكون هذا ثمناً باهظاً للصالونات الواقعية لو سلمنا بفرضية استبدال الأشكال لبعضها، ولكن هذه الفرضية ليست مؤكدة وفقاً لتجارب ثقافية سابقة، توقعت انحسار الكتاب الورقي أمام الكتاب الإلكتروني، وهكذا.

<div><table><span id="docs-internal-guid-773eb631-7fff-58d5-16d1-96363593fb55"><div dir="ltr" align="left"></div></span><colgroup><col width="62"><col width="62"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="61"><col width="227"><col width="32"></colgroup><tbody><tr><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا أدري</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>لا</span></p></td><td colspan="2"><p dir="rtl"><span>نعم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الفكرة</span></p></td><td><br></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>النسبة</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>العدد</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>هل الصالونات قادرة على التطور والتكيف مع العصر ومتطلبات الشباب؟</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>18</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>25.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>40</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>13.2%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>21</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>61.6%</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>97</span></p></td></tr></tbody></table></div>

النسبة الجيدة لاختيار (نعم) لا تعبر عن مجرد تنبؤ ولكنها تدل كذلك على نجاعة التطور الذي قامت به كثير من الصالونات في استخدام التقنية لدعم فعالياتها وإيصالها عبر منصات جديدة لمزيد من الجمهور، هذا جعلها تصل إلى الشباب، بطريقة لم تكن متاحة من قبل.

الفصل السادس : خاتمة الدراسة (مناقشة النتائج - توصيات الدراسة)

باستعراض نتائج الدراسة الميدانية، خلصت النتائج إلى أن الثقافة السعودية تطورت تطوراً نوعياً باتجاه القيام بدور اقتصادي ملموس ويركز على مواطن القوة الحضارية والتراثية والتاريخية التي تملكها المملكة، لاسيما بعد تأسيس وزارة الثقافة، ويمكن للصالونات الثقافية أن تلعب دوراً في دعم هذا التوجه من خلال الاستفادة من وصولها إلى المثقفين والمفكرين وإشراكهم في وضع الأفكار لبناء قطاع ثقافي منتج ومستدام.

تمزج الصالونات بين عدة مجالات لنجد الصالون الأدبي والصالون الثقافي والصالون المهتم بالمجتمع وتنميته وكذلك الصالون العلمي، والعبرة ليست بكل من أنشأ مقراً للصالون الثقافي، ولكنها بمن باشره وأثراه بالفكر والثقافة والأدب كي يأخذ دوره في الاستمرار، فهو منبر فكري تعليمي لاكتشاف وصقل المواهب وتبادل الرؤى والخبرات، يفترض به أن يقوم على المصلحة العامة قبل الخاصة، مع ضرورة وجود حركة نقدية بناءة في تلك التجمعات، كما يجب الانتباه بأن يكون دافع إنشاء تلك الصالونات ليس الوجاهة الاجتماعية.

ولقد نجحت الصالونات بالفعل في إبراز الثقافة السعودية بل والتعريف بها خارج المملكة، ولكن المنتظر منها أن يكون لها دور في صياغة المشروع الثقافي الوطني، وأن تسهم بشكل جاد في ردم الهوة بين الفئات الأكبر سناً، والشباب، وبين المثقف والمتلقي في جو من التفاعل الثقافي، وكذلك في إتاحة فرص العودة لمن ابتعدوا عن المشهد الثقافي والإعلامي، ليستأنفوا مسيرتهم مجدداً.

ومازالت الصالونات الثقافية أمام واجب الإسهام بشكل متميز في بناء ثقافة فاعلة ومتنوعة من خلال ما تقدمه من برامج وفعاليات تصب في رصيد المنجز الحضاري للمملكة، انعكاسا للمستوى الثقافي الذي تعيشه.

      استفادت الصالونات من الحراك الثقافي والفكري الذي أوجدته مساحات التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الجديد، والقيام بدور تنمية الوعي وطرح وجهات النظر المختلفة، والتماس المباشر مع اهتمامات مستخدمي الشبكات الاجتماعية، ومحاولة تقديم الموقف النقدي المتخصص حيال قضايا عدة، ومن أجل إنجاح هذا النوع من التفاعل، يعد استخدام تقنيات البث المباشر لفعاليات الصالونات الثقافية جزءاً هاماً من وصولها إلى جمهور أكبر وبقائها كمرجع لمن لم يتمكن من الحضور، وكذلك هو الحال بتحويل محتواها إلى مواد مقروءة ومسموعة كالبودكاست، وهو ما قامت به بالفعل مجالس ثقافية عبر مواقع التواصل.

    شهد التحول الرقمي تسارعاً واضحاً خصوصاً مع جائحة كورونا التي صعدت معها تقنيات التواصل المرئي والاجتماعات الافتراضية كبديل عن اللقاءات الواقعية، وكما شمل هذا التأثير قطاعات العمل والتعليم والتجارة فقد انسحب على العمل الثقافي أيضاً <span class="tooltip">(43)<span class="tooltiptext">تقرير أثر جائحة فيروس كورونا على الفنون والتراث الثقافي ، ويكبيديا العربية.</span></span> ، الأمر الذي أدى إلى توقف كثير من الصالونات المنعقدة على أرض الواقع، ومن ثم بروز خيار إقامة صالونات افتراضية كبديل مؤقت، وربما دائم، في ظل كونه أكثر جاذبية لنطاق أكبر من الجمهور، وأسهل تنظيماً وأكثر توفيراً للجهد بالنسبة للمستضيف وللضيف، نشير هنا إلى أن هذه فترة شهدت ظهور أول صالون ثقافي افتراضي وهو صالون أدبيات الذي نظم عدة ندوات أثناء الجائحة. هذا ما أثبتته تجارب عملية لصالونات ثقافية تحولت خلال فترة الجائحة إلى الانعقاد عبر برامج التواصل المرئي، وهو ما جعل أصحاب الصالونات يؤكدون أن هذا الظرف منحهم مرونة أكثر في الزمان والمكان، ومكّنهم من استضافة أعداد أكبر من الحضور، الذين لم تمنعهم الحدود الجغرافية من المشاركة، متغلبين بذلك على قيود التنقل التي فرضت حينها بالتوازي مع الإجراءات الاحترازية.

استعادت الثقافة زخمها كنشاط جاذب للشباب وهو ما انعكس على مستويات إقبالهم نحو القراءة والأدب والفكر، لتشهد السنوات القليلة الماضية ظهور عشرات المبادرات الشبابية في مجال الثقافة، شملت مشاريع الترجمة وإصدار المجلات وإنشاء دور النشر والمقاهي الثقافية ومتاجر الكتب الواقعية والافتراضية. هذا النوع من الإقبال الشبابي باتجاه الثقافة شمل كذلك الأفكار المتعلقة بإعادة إنتاج فكرة الصالونات الثقافية وفقاً لما يتلاءم مع واقع الجيل الجديد، ولا يتوقف هذا على الفضاء الافتراضي فقط بل يشمل كذلك إقامة صالونات واقعية تشابه الصالونات الثقافية التقليدية وتدار بطريقة مماثلة لها، ولكنها تستضاف وتنظم من قبل شباب أو شابات، كما تمثل الفئة الشابة النسبة الأكبر من بين حضورها.

ومن خلال تجارب بعض الصالونات الثقافية الجديدة، كان الشباب هم أصحاب الصالون وهم من يضع البرامج ويختار المتحدثين وقد استضافوا عدداً من كبار الأدباء وأقاموا معهم الحوارات، هذه الأدوار لم تكن متاحة للشباب في الصالونات الثقافية خلال العقود الماضية، لاسيما أن الشباب - من الجنسين-  باتوا يملكون آفاقاً غير مسبوقة للعمل الثقافي من خلال مبادراتهم ومشاركتهم في ورش العمل الخاصة برسم سياسات وزارة الثقافة بمختلف هيئاتها وقطاعاتها الفرعية <span class="tooltip">(44)<span class="tooltiptext">حداد، ولاء (2021م) أميرة الفاضل: أطمح إلى تنشيط دائرة الفكر في السعودية، مجلة سيدتي، 6 يناير 2021م.</span></span>.

توصيات الدراسة

يمكن حصر توصيات الدراسة ، كما يلى :

  1. وضع الصالونات الثقافية في صيغة جديدة تجعلها أكثر تأثيراً مع تجاوز كل العقبات التي واجهت عملها خلال السنوات الأخيرة، والاحتفاظ بشكلها ذي الخصوصية الثقافية والمعبر عن روح الضيافة السعودية.
  2. وضع رؤية تنظيمية تجعلها تعمل بشكل متكامل بحيث يؤدي كل صالون رسالته بما يعزز دور المؤسسات الثقافية الحالية وتوجهات وزارة الثقافة، ويتعاون معها، ويتجنب تكرار محتواها.
  3. تخصيص الحوافز والجوائز لأصحاب الصَّالونات الثَّقافيَّة المميزة، وربطها باستراتيجيات وزارة الثقافة.
  4. إشراك أصحاب الصالونات الثقافية في صنع القرار الخاص بالمبادرات الأدبية والاستفادة من خبراتهم التنظيمية، وربطهم بجيل الشباب من أصحاب المشاريع الثقافية الواعدة.
  5. إيجاد نظام مؤسسي للصالونات كي تستمر بعد وفاة أصحابها سواء عن طريق نظام الأوقاف أو من خلال تطبيق نظام الشركات والمؤسسات التي تديرها مجالس إدارة.
  6. تبني تطبيق فكرة الصالونات الثقافية، ذات عدد الحضور المحدود، في المقاهي والأماكن العامة.
  7. الاستفادة من معطيات العصر الحديث ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في نشر محتوى الصالونات الثقافية وربطه بمستجدات المشهد الثقافي، وفي إقامة ندوات افتراضية.
  8. دعم دور الصالونات في خدمة مستهدفات رؤية 2030 وتعزيز الروح الوطنية والتعريف بالمنجز الحضاري للوطن، والاستفادة منها كقوة ناعمة مع إدراج الرسائل الوطنية المهمة والمواكبة للأحداث، وبرامج الرؤية، ودور المواطن في تحقيقها، ضمن برامج وموضوعات الصالونات.
  9. تخصيص دعم مادي وتنظيمي من المؤسسة الثقافية الرسمية يضمن تقييم منجز الصالونات وتهيئة فرص تطويره وتحسينه.
  10. دعم الشباب المؤهلين والراغبين في إنشاء الصالونات الثقافية أو تمكينهم من إدارة الصالونات القائمة وتفعليها استناداّ على وجود القدرة المادية والتنظيمية لدى هذه الصالونات.
  11. دراسة تطبيق فكرة صالون ثقافي موازٍ ومتزامن مع الفعاليات الثقافية وغير الثقافية، وذلك لرفع مستوى الوعي والمعرفة.
  12. توسيع نطاق المحتوى المطروح في الصالونات ليشمل جوانب الحياة والاهتمامات اليومية المتصلة بكل فئات المجتمع في المملكة.
  13. حصر الصالونات وأعدادها ومدى انتشارها وآراء روادها، بما يضع الأسس العلمية لتطوير عملها وقياس مخرجاتها.
  14. الاستفادة من الفعاليات السياحية والترفيهية في تعريف زوار المملكة على الصالونات بما يميزها من إرث تاريخي، ومن بعد ثقافي واجتماعي.
  15. تسهيل إقامة الصالونات على رجال الأعمال كجزء من برامجهم للمسؤولية الاجتماعية وتنويع مجالاتها وتخصصاتها.  

قائمة مراجع الدراسة

أولا : الكتب

  1. أبو عراد، صالح علي،2016:المجالس والمنتديات الثقافية في منطقة عسير، أبها ، السعودية.
  2. آل برجل، أحمد سيد حامد ،2016 : الصالونات الأدبية في الوطن العربي ،مكتبة المشارق ، القاهرة ، مصر.
  3. الخاني، احمد ، 2012: الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية ، الرياض ، السعودية.
  4. الدعجاني، سهم ضاوي، 2006 :الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية ..رصد  وتوثيق ، الرياض ، السعودية.
  5. الخزيّم، سارة عبدالله، 2021: إطلالة على بعض الصالونات الثقافية النسائية في الخليج.. صالون سارة أنموذجاً، الرياض، السعودية.

ثانياً : الأوراق العلمية

  1. الدعجاني، سهم ضاوي، 2006: الصالونات الثقافية ودورها في نشر ثقافة الحوار، 20 مايو 2006م، مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
  2. الحارثي، مشهور محمد ( 2017م) منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله الثقافي -النشأة والتطوير، 5 أبريل 2017م، نادي المنطقة الشرقية الأدبي.

ثالثاً: المجلات والصحف الورقية والإلكترونية

  1. أحمد، عبدالعزيز (1943م) الصالونات الأدبية عند العرب، مجلة الأديب، العدد (6)، بتاريخ 1 يونيو 1943م، ص (8).
  2. مكي، الطاهر (1984م) الصالونات الأدبية في الشرق والغرب، مجلة الدوحة العدد (7) بتاريخ 1 يوليو 1984م، ص(38).
  3. أبوقبة، سالم مولود (2021م) الصالونات الأدبية في الوطن العربي ..بداياتها، نشاطاتها، مجلة القرطاس، العدد (14)،بتاريخ 1 سبتمبر 2021م (ص42-ص56).
  4. فريد، أماني (1979م) الصالونات الأدبية النسائية في مصر، مجلة الهلال، العدد( 5) ، بتاريخ 1مايو 1979م، ص (116).
  5. الدشناوي، عبدالناصر (2021م) مريانا مراش..صاحبة أول صالون أدبي عربي، موقع صحيفة القبس، بتاريخ 2 أكتوبر 2021م.
  6. البنا، نادية (2021م) في ذكرى ميلادها..مي زيادة المرأة الوحيدة التي أدارت صالوناً أدبياً في مصر، موقع صحيفة أخبار اليوم، بتاريخ 11 فبراير 2021م.
  7. سجدي، نجود (2021م) الحراك الثقافي في السعودية بين المركاز والمقهى، موقع صحيفة اندبنت عربية، بتاريخ 25 مارس 2021م.
  8. بن سيف، حنان عبدالعزيز (2001م) عبدالعزيز الرفاعي، صور ومواقف، صحيفة الجزيرة، العدد(10419) بتاريخ 8 أبريل 2001م.
  9. تقرير "الصالونات الثقافية النسائية.. خصوصية الحاضر وامتدادات التاريخ"، موقع صحيفة المدينة ، 8 مارس 2013م.
  10. تقرير "حلقة نقاشية عن الصالونات النسائية في أدبي الرياض"، وكالة الأنباء السعودية، 24 مارس 2016م.
  11. تقرير "الصالونات الثقافية تسهم في الكشف عن الملسوعين بلوثة الأدب بعيدا عن المؤسسات التي لا تهتم سوى بالأسماء"، صحيفة الجزيرة، العدد (463) بتاريخ 7مارس 2015م.
  12. معروف، حسام (2019م) الصالونات الثقافية العربية.. أزمة المحتوى وضمانات الاستمرار، صحيفة إرم نيوز، 17 يوليو 2019م.
  13. فقيهي ،أحمد عائل (2013م) أدباء : الصوالين الثقافية أكثر حرية من الأندية الأدبية، صحيفة عكاظ، 15 ديسمبر 2013م.
  14. القرني، صلاح (2017م) الصالون الثقافي.. حراك بلا ضوابط، صحيفة الرياض، بتاريخ 22 نوفمبر 2017م.
  15. الحكيم، نعيم تميم (2017م) الصوالين الثقافية النسائية. النزع الأخير، صحيفة عكاظ، بتاريخ 11 نوفمبر 2017م.
  16. تقرير الصالونات الثقافية قلق من التراخيص وأمل في الدعم، صحيفة المدينة، 9 أبريل 2014م.
  17. أحمد، جهاد (2018م) صوالين أدبية سعودية.. نقاش فقير وعشاء باذخ، صحيفة الاقتصادية، 8 فبراير 2018م.
  18. عزب، صفاء (2019م) هل انتهى عصر الصالونات الثقافية المغلقة بتحول هوائيات النت إلى منابر للكلام؟  مجلة المجلة، 26 سبتمبر 2019م.
  19. الحدادي، عبدالرحيم (2021م) مروان المزيني أنا شاعر ابن شاعر وصوالين المدينة الأدبية لها 20 عاما في خدمة الأدب المديني، صحيفة عيون المدينة، 24 فبراير 2021م.
  20. تقرير انطلاق فعاليات الصالون الثقافي بأبها، وكالة الأنباء السعوديةـ 1 يوليو 2018م.
  21. المصيبيح، سعود (2020م) الصالونات الثقافية، صحيفة نبض العرب، 2 يوليو 2020م.
  22. مسهور، هاني (2016م) أحمد باجنيد: تفاعلنا الثقافي يعزز من رؤية السعودية 2030، صحيفة الجزيرة، العدد(15958) 7 يونيو 2016م.
  23. الجبيني، فاطمة (2022م)  افتتاح صالون د.علي ناقور الثقافي الفني في جدة، صحيفة الحدث، 21 مايو 2022م.
  24. حداد، ولاء (2021م) أميرة الفاضل: أطمح إلى تنشيط دائرة الفكر في السعودية، مجلة سيدتي، 6 يناير 2021م.

رابعاً : الحوارات الخاصة

  1. عبدالحميد السلمان، مقابلة خاصة بالبحث بتاريخ 7 أبريل 2022م. (لقاء شخصي).
  2. د. محمد المشوح، مقابلة خاصة بالبحث بتاريخ 2 مايو 2022م. ( بريد إلكتروني، لقاء شخصي).
  3. محمد عابس، مقابلة خاصة بالبحث، بتاريخ 17 أبريل 2022م ( لقاء شخصي ).
  4. وليد العميل، مقابلة خاصة بالبحث، بتاريخ 22 مايو 2022م (حوار مكتوب عبر واتس اب، بعد التنسيق مع حساب صالون ضاد الثقافي في تويتر).

خامساً : المواقع الإلكترونية

  1. إسماعيل، سامح (2017م) صالون الأهرام محاولة انفتاح ثقافي تنكفئ نخبوياً، موقع حفريات ، 15 نوفمبر 2017م.
  2. تقرير المرأة في رؤية 2030، محور نقاش في الصالون النسائي الثقافي، موقع باحثات، 2 يناير 2018م.
  3. تقرير أثر جائحة فيروس كورونا على الفنون والتراث الثقافي ، ويكبيديا العربية
  4. موقع إثنينية خوجة.
  5. موقع ثلوثية المشوح.
  6. موقع منتدى الثلاثاء الثقافي.
  7. حساب منتدى بامحسون في يوتيوب.
  8. حساب مبادرة نادي كتابي في تويتر.
  9. حساب صالون أديب في تويتر.

ملاحق الدراسة

ألبوم صور عن تاريخ الصالونات الثقافية وفاعلياتها داخل السعودية وخارجها

Description: صورة تحتوي على مذبح, نسيجتم إنشاء الوصف تلقائياً

لوحة تعبيرية عن صالون للثقافة والفنون في العصر الأندلسي. (المصدر: صحيفة القبس)

Description: صورة تحتوي على داخلي, غرفة, مجموعة, أثاثتم إنشاء الوصف تلقائياً

صالون فيكتور هوجو في لوحة تعبيرية . (المصدر: صحيفة إيلاف).

Description: صورة تحتوي على نص, شخص, داخلي, سقفتم إنشاء الوصف تلقائياً

مشهد من صالون ثقافي عربي معاصر ( المصدر: صحيفة العرب اللندنية).

Description: صورة تحتوي على نص, رئيسياتتم إنشاء الوصف تلقائياً

الأديبة مي زيادة . (المصدر: صحيفة العين الإخبارية).

Description: صورة تحتوي على نص, داخلي, طاولة طعامتم إنشاء الوصف تلقائياً

صورة من إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة . (المصدر: صحيفة الجزيرة).

Description: صورة تحتوي على نص, مبنى, خارجي, قديمتم إنشاء الوصف تلقائياً

صورة لأحد المراكيز . (المصدر: صحيفة الرياض).

Description: صورة تحتوي على رجل, شخصتم إنشاء الوصف تلقائياً

عبدالعزيز الرفاعي. (المصدر: حساب الباحث أحمد العيدي في تويتر)

الرفاعي في صالونه الأدبي. (المصدر : حساب عمار بن عبدالعزيز الرفاعي في تويتر)

Description: صورة تحتوي على نص, شخص, داخلي, أشخاصتم إنشاء الوصف تلقائياً

الدكتور خالد الشبيلي في إحدى ندوات سبتية حمد الجاسر. (المصدر: صحيفة مكة)

Description: صورة تحتوي على داخلي, أرضية, غرفة, حيتم إنشاء الوصف تلقائياً

فعالية من صالون ثلوثية المشوح. (المصدر: ثلوثية المشوح)

Description: صورة تحتوي على نص, شخص, أشخاصتم إنشاء الوصف تلقائياً

الأديب عبدالله باشراحيل محتفلا بمناسبة وطنية في صالون ثقافي . (المصدر: صحيفة خبر عاجل24)

Description: Text, whiteboardDescription automatically generated

من إسهامات الصالونات في مجال النشر ( المصدر : الإثنينية)

Description: صورة تحتوي على داخلي, شخصتم إنشاء الوصف تلقائياً

الدكتور محمد المشوح مكرما الأديب محمد العبودي بحضور الوزير عبدالعزيز خوجة. (المصدر: صحيفة الجزيرة).

Description: صورة تحتوي على نص, شخص, أشخاص, تحضيرتم إنشاء الوصف تلقائياً

مشاركة دار الثلوثية في معرض الرياض الدولي للكتاب. (المصدر: حساب الثلوثية في تويتر).

Description: صورة تحتوي على نصتم إنشاء الوصف تلقائياً

من أنشطة الموسم التاسع عشر لمنتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف . (المصدر: منتدى الثلاثاء الثقافي).

Description: صورة تحتوي على نصتم إنشاء الوصف تلقائياً

عبارات إشادة في مقر صالون سارة الثقافي من الأديبة أميمة الخميس. (المصدر: حساب صالون سارة الثقافي في تويتر)

Description: صورة تحتوي على سقف, داخلي, حائط, أرضيةتم إنشاء الوصف تلقائياً

من فعاليات صالون ضاد. (المصدر: الأستاذ وليد العميل مدير الصالون)

Description: صورة تحتوي على حائط, شخص, داخلي, أشخاصتم إنشاء الوصف تلقائياً

جلسة نقاش كتاب تابعة لصالون ضاد الثقافي ( المصدر : الأستاذ وليد العميل)

Description: صورة تحتوي على داخلي, حائط, سقف, أرضيةتم إنشاء الوصف تلقائياً

من فعاليات الإيوان الثقافي على هامش أحد معارض الكتاب . (المصدر: الأستاذ محمد عابس)

Description: صورة تحتوي على نص, شخص, حائط, داخليتم إنشاء الوصف تلقائياً

الإيوان خلال انعقاده بالتزامن مع الجنادرية. (المصدر: الأستاذ محمد عابس)

Description: صورة تحتوي على نص, مبنىتم إنشاء الوصف تلقائياً

الأديب عبدالحميد السلمان الذي أقام صالونه في عدد من مطاعم ومقاهي الرياض ( المصدر : الأستاذ عبدالحميد السلمان).

أدباء يشاركون في صالون ثقافي افتراضي. (المصدر: صالون ضاد).

إعلان تشويقي لانطلاقة صالون ثقافي شبابي ( المصدر: تويتر).

Description: صورة تحتوي على شخصتم إنشاء الوصف تلقائياً

شاعر شاب يلقي قصيدة من هاتفه المحمول في صالون ثقافي . (المصدر: حساب صالون أديب في تويتر).

Description: صورة تحتوي على داخليتم إنشاء الوصف تلقائياً

شاب يتحدث في صالون ثقافي في الرياض . (المصدر:  تغطية إثنينية الذييب في الفيس بوك).

جانب من التفاعل الرقمي للصالونات الثقافية عبر وسائل التواصل. (المصدر: حساب منتدى الثلاثاء الثقافي في تويتر)

إعلان ندوة وطنية أدبية نظمها صالون ثقافي عبر الانترنت . (المصدر: ثلوثية بامحسون).

Description: صورة تحتوي على نص, شخص, داخلي, أشخاصتم إنشاء الوصف تلقائياً

الناقد الدكتور سعد البازعي يوقع كتابه في ندوته في صالون أديب .( المصدر: حساب صالون أديب على تويتر).

Description: صورة تحتوي على نصتم إنشاء الوصف تلقائياً

حساب لصالون ثقافي تقام جلساته افتراضياً ( المصدر: تويتر).

اطّلع على منشورات أخرى

تم تسجيلك .. ترقب ضوء معرفة مختلفة!
عذرًا، أعد المحاولة