يبحث عن كلمات يرتبها لتصف مشهدًا رآه في واقعه أو حلمه، لا فرق، وحين يقبض على نظمٍ مناسب يشعر بنجاحه!
وآخر يمسك عدسته في عمق غابةٍ ماطرة منتظرًا توقف السحاب، ليقتنص طائرا يحتمي بالشجرة، وحين يلتقط الصورة يشعر بالإنجاز!
وثالثٌ يبحث عن لحنٍ يوشك أن ينفلت من خياله، وحين يركض خلفه في متاهةٍ طويلة ويعثر عليه، يردّده بفرح!
وللأخير طريقته أيضًا، فهو يمضي بين هؤلاء، ومعه أقلامه ودواته، ويشعر أن اللغة تتحدّث إليه، وتُسر ببوحها لقلبه، وتمنحه أسرارها..
إنه يكتبها، دون أن يكون كاتبًا، ويرسمها دون أن يصبح رسامًا، لكنه حين يتماهى مع عمله يصبح كلَّ ذلك معًا!
إنه امتداد لتراث عريق، ولخطاطين كبار، اعتنوا بحروف العربية وحملوها على الأسطر والضلوع، وأسهموا في إيصال جماليات اللغة وحرفيتها إلى العالم أجمع..
في التقاء شخصية الخطاط بالفنان مواضع تأمل، وأماكن دراسة، نطالعها مع غيرها من المحاور المهمة في دراسة الدكتور فريد الزاهي على منصة المنور:
"إن عدم تمييزنا الحاسم بين الحرف والعلامة ليس له فقط أساس تاريخي بل أساس جمالي أيضا"
"لا ريب في أن افتتان الفنانين العرب بالعلامة جاء من انتماء حضاري عريق. فالتشكيليون اليمنيون يمزجون بين الحرف العربي والحرف الحميري، والأردنيون يزاوجونه بالحرف النبطي، والعراقيون يستوحون العلامات الآشورية والسومرية. إن هذا المزيج يمنح للفنان العربي هوية متعددة نابعة من جذور متراكبة، وإن كانت مرتكزة على التراث البصري"
أ.د. فريد الزاهي
من الماء نعبر إلى الشعر، هذا ما يريده غاستون باشلار، لا أن يكون الماء مجرّد رفاهية شعرية تدلّنا إلى صور وسياقات نسلكها في القصيدة، فحلمية الماء وجريانه واندفاعه ورقته وشفافيته، مواقف وأحاسيس وتجارب تؤسس للكتابة وتدفع نحوها.
والماء شاعر بنفسه، واختلافاته هي اختلافات الشعراء أنفسهم، وطبيعة تشكّلهم في الحياة، فالماء الكامنُ في المكان النابع فيه ونحوه، يعبّر عن شعرية راسخة في العمق، لا تنصرف كما ينصرف النهر من جهة إلى أخرى، رغبةً باللحاق بالملح كما تتصرف نفس شاعرٍ آخر، وهكذا تتلبس الشعراءَ أمزجةُ الماء، وطبيعة انتمائه إلى الطبيعة.
يستعرض الكتاب مجموعةً من الأمثلة التي تدور حول شعرية الماء، فليس بإمكان علم الخيال كما يقول باشلار أن يتضح إلا من خلال القصائد التي يلهمها.
غاستون باشلار
كاتب ومفكر فرنسي من أبرز فلاسفة العلوم والشعر في القرن العشرين.
لقد قرّر أن يكون لديه استراحة!
مكان آخر يكون فيه شخصًا آخر..
لا يحملُ إليها شخصيته في المنزل، فهو هناك لا يضطر إلى عيش دوره العائلي، ولا دوره المنضبط في الضيافة وإكرام الضيف..
فالاستراحة مساحة أخرى، تتخفّف من صرامة المنزل وقيوده، وتمنحه فرصةً ليشترك في التنزّه خارج الذات اليومية، وخارج الذات المضيافة، ليشترك مع رفاقه ويكون جزءًا من تجاذب الحديث، الذي يستطيع التحرّك في مساحاتٍ لا نهائية..
وعلى منصّة مبادرة المنور كتب لنا عن هذا الموضوع الشائق الدكتور مسفر القحطاني ضمن سلسلة من المقالات.. اضغط هنا للاطلاع
من المقالة:
"هناك شبه اتفاق أن الاستراحات سرقت الأزواج والشباب عن التزاماتهم العائلية، وذكرت إحدى الدراسات المسحية أن 40% من العيّنة التي تمت دراستها اعترفت بالتقصير تجاه العائلة"