نمرر الضوء

لمن يكتب الأشباح؟

تعتبر "الكتابةُ الشبحية" أو "الكتابة في الظل" نمطًا شائعًا في عالم النشر، فمشاهير السياسة والسينما والرياضة وغيرهم حين يريدون إصدار كتبهم فهم يلجؤون إلى كتّاب محترفين، يستمعون إلى قصص "المشهور" ويعالجونها ويضيفون أحلامًا وطموحًا ثمّ يصدر الكتاب دون الإشارة إليهم.


في المسلسل الكوميدي الشهير "ساينفيلد" يبيع "كريمر" قصصه لمصمم الأزياء بيترمان لكنه في حفل التوقيع يظهر ليشارك في وضع توقيعه "الشبحي" على الكتاب.
ويقال إن عبد الله بن المقفع الذي ادعى أنه ترجم كتابه "كليلة ودمنة" من الفارسية، وجعل حضوره "شبحيًا" لم يكن إلا مؤلف الكتاب الحقيقي، ولم تكن قصة الترجمة إلا لتحفيز القرّاء على الإقبال على الكتاب.

هل تتذكر كتابًا شبحيين؟

حوار المنور

المترجم أم المؤلف، من يهزم الآخر؟


حوار مع الدكتور محمد آيت حنا

كاتب ومترجم من المغرب، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة وتاريخ الفنّ.

لا يتوقف محمد آيت حنّا عند إسهام ما، فهو اسم حاضر على رفوف المكتبات دائمًا، قد تعرفونه مترجمًا بارعًا، وقد يعرفه آخرون مؤلفًا مجيدا..

نسعد بحاوره في نشرتنا:

هل هناك خطوات تسبق قبول محمد آيت حنا للعمل المراد ترجمته، وهل يُرفض الكتاب من "عنوانه"؟

أرفض كثيراً من الكتب لأسباب عديدة، أهمّها ألّا آنس في نفسي الشّغف أو المقدرة على ترجمة الكتاب المقترح؛ يتحدّد قرار غياب الشّغف أو عدم المقدرة أحياناً انطلاقاً من العنوان أو اسم المؤلّف، ليس لأنّ العنوان لم يعجبني، ولكن لأنّي أكون على معرفة مسبقة بالمضمون أو باتّجاه الكاتب أو بدرجة تعقيد الكتاب أو بخروجه عن دائرة اهتماماتي. وكثير من الكتب الأخرى أرفضها بعد قراءتها، إذ يترسّخ لديّ اليقين بمانع من موانع الترجمة التي ذكرتُها. في المقابل تكاد تحكم قبول الأعمال المقبولة الدواعي نفسُها، مقلوبة، فيحدث أن أقبل كتباً بمجرّد أن تقترح عليّ لمعرفتي السّابقة بها. ولا ينبغي أن نغيّب عن المعادلة متغيّرا مهماً، قد يكون هو المتغيّر الحاسم، ألا وهو متغيّر الاقتراح الذّاتي، فعدد كبيرٌ من الكتب التي ترجمتها اقترحتُها على النّاشر بنفسي، ولدي لائحة بعناوين أرغب بترجمتها أو أنوي ترجمتها، أحيّنُها على الدّوام.


هل المترجم "المؤلف" أكثر قدرة من المترجم فقط؟ أم أن تقاطعات الترجمة والتأليف قد تؤثر على الترجمة؟

ليس بالضّرورة، أعتقد أنّ الأمر يتعلّق بالأحرى بحالات وليس بقانون؛ المترجمون عموماً، والمترجمون العرب تحديداً، حالاتٌ فريدة متنوّعة، والاختلاف بينهم من حيث جودة الترجمة لا يرجع إلى انتمائهم إلى هذه الفئة أو تلك، لدينا نماذج مؤلّفين يترجمون أفضل من المترجمين الذي يقصرون جهدهم على الترجمة، ولدينا كذلك حالاتٌ تثبت العكس، كما أنّ لدينا مترجمين متخصّصين منتوجهم أقلّ جودة من غير المتخصّصين، وأيضاً مترجمون عن لغات وسيطة يقدّمون ترجمات أفضل من الذين يترجمون عن الأصول؛ طبعاً هذه ليست قاعدة، لكنّها تؤكّد أنّ دراسة الترجمة في العالم العربي اليوم تستعصي على الدّراسة التي تسعى إلى استخلاص النّتائج العامّة، إنّما يتعلّق الأمر كما أسلفتُ بحالات ونماذج فريدة؛ وبالطّبع يؤثّر التأليف في الترجمة، من ناحية أنّ التمرين على الكتابة ضرورة دائمة لتجويد الترجمة، شأنه شأن القراءة المتواصلة. ومن جهة أخرى يتهدّد المترجمَ المؤلّفَ أن يتسلّل أسلوبه إلى النّصوص المترجمة، لذا ينبغي أن ينتبه المؤلّف إلى ضرورة الابتعاد قد الإمكان عن أسلوبه الشّخصيّ أثناء الترجمة، وأن يحافظ ما أمكن على مسافة من النّص ويستعيد أسلوب المؤلّف ما أمكنه ذلك.    


أصبح باب الترجمة مفتوحًا، فالعديد من الأسماء الجديدة توضع على أغلفة الكتب، ألا يؤثر ذلك على لغتنا؟

يؤثّر بالطّبع، لكنّه تأثير في اتّجاهين، تأثير سلبيّ لأنّ التأليف بات يلحقه أحيانا عسر في العبارة، قادم من تعقيد العبارات في اللّغات الأخرى وعسرها، واختلافها عن أسلوب الجملة العربية؛ لكنّه أيضاً قد يؤثّر إيجاباً لأنّ قدر اللّغات أن تتلاقح وتتطوّر، وأحياناً تكون النزعة الطهرانية التي تحاول أن تنفي عن اللّغة كلّ شبهة تأثّر بغيرها من اللّغات أخطرَ على اللّغة من النّزعات المفرطة في التحرّر إزاء اللّغة؛ شخصياً أميل إلى أن أحافظ على جمال العربية وسلاستها، لكنّني لا أغالب ما أسمّيه لا شعور اللّغة والمترجم، أي ما يتسلّل إلى لغتنا من غيرها، رغماً عنّا، إنّ اللّغة كائنٌ حيٌّ، وهي تتجاوزنا، وقدَرُها أن تحيا بنا وعبرنا وفق مسالك وسبل لسنا نحن من يقرّرها.  


بوصفك قارئا ومؤلفا ومترجمًا، ما هي الصعوبة التي تواجهها في الخروج من الكتب؟

هذا أخطر الأسئلة؛ أكاد أشبّه الوضع باكتئاب ما بعد الولادة؛ حين يخرج من بين يديك أعظم إنجاز، إذ لا إنجاز أعظم من الولادة، فتتساءل ثمّ ماذا بعد؟ هل لي أن أجد نصاً يخرجني من النصّ الذي تقمّصت أجواءَه حتّى صرت جزءاً منه؟ شخصياً أحاول الخروج من هذا المأزق، بأن أنخرط في ترجمة جديدة قبل أن أفرغ ممّا في يدي؛ أتهيّب من لحظة الانقطاع، أن أفرغ من ترجمة كتابٍ ولمّا أبدأ غيره، فاستلذ الفراغَ، وتكون فيه نهاية مسيرتي كمترجم...


ما هو الاختلاف في تلقيك للآراء حول ترجماتك ومؤلفاتك؟

عموماً اسمي مرسّخ لدى القراء كمترجم أكثر من ترسّخه كمؤلّف، ولا غرابة في ذلك فكلّ الذين ترجمت لهم يكتبون أفضل منّي؛ لكن التلقّي لا يتمّ بالمقارنة، بل من داخل كلّ مجالٍ من المجالين، داخل الترجمة ثمّة كتب لقيَت استحساناً بالغاً، على سبيل المثال كونت مونت كريستو، وكتب أخرى توقّعت لها تلقياً أفضل، لأنّني أومن بأنها تستحق، أفكّر هنا تحديداً في رواية قبلات لينين وكتاب العالم والبلدان... كذلك في التأليف لقي كتاب مكتباتهم تلقياً حسناً لدى القراء، بخلاف الرّواية، ولا بدّ أنّهم محقّون...


أين تقف دور النشر برأيك في صناعة النشر؟ هل تستوعب دورها المهم في التنمية أم مازالت تؤدي دور المستلم والمسلم بين المؤلف والمطبعة والمكتبات؟

العالم العربيّ يعيش ثورة نشر، وتنامياً في عدد الدور الجديدة، ينبغي فقط أن تستفيد هذه الدّور من خبرات الدور النّاجحة، وأن يتعزّز الواقع بعدّة قانونية تنقل الوسط كلّه من الهواية إلى الاحتراف.

"إنّ اللّغة كائنٌ حيٌّ، وهي تتجاوزنا، وقدَرُها أن تحيا بنا وعبرنا وفق مسالك وسبل لسنا نحن من يقرّرها"

من أبحاثنا

من يكتب سيرة "الطقّاقات"

تضرب الطار بطريقة تضاعف الدهشة، وترفع حماسة الليلة إلى أقصى مستوياتها، فهي المتحكمة بهذا العرس الذي لا ينتهي لآخر العمر..

وتختار الأغاني التي تساعد صوتها على الوصول إلى آخر الشارع، أو الحيّ بأكمله، لأنّ حياةً قد ابتدأ تكوينها، وخطوًا لزوجين بدأ يُكتب على طريق واحدة..

تُجذب بحبالها الصوتية نجومًا من السماء، وتقطف ابتسامات هناك وهناك، وتشعل دائرة الرقصات، إلى أن ينتهي سيل التبريكات وتبدأ مع فرقتها بجمع بقايا النغم وآلاتها الخاصة..

في بحث الدكتورة الهنوف الدغيشم مسيرة لم تدون بعد للفرق النسائية السعودية، بكافة أبعادها.

لقراءة البحث

توصيات المنور

لنصنع الشعر

في ست محاضرات فريدة، يتناول الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس موضوع الشعر، ممسكًا بيد القارئ نحو عبور الأنهار مرة، أو مرتين -لو استطاع- ويحاول معرفة الجوهر الذي يجعل الكلامَ شعرًا.

أخبار المنور

فازوا بالمنح

توصلت اللجنة المختصّة في مبادرة المنور إلى اختيار أسماء الباحثين الفائزين بالمنح المعلن عنها، وقد شملت عملية الاختيار عدة مراحل قبل أن تتوصل اللجنة إلى تحديد الأفضل من بينها.

ومن بين 146 مقترحًا حصل د. عبد الرحمن الغنّام من السعودية على منحة في موضوع تطور الحركة السينمائية في المملكة، وعبد المحسن البليني من إريتريا على المنحة في موضوع ثورة البودكاست في العالم العربي، وتمكن الفريق البحثي من المغرب المكوّن من: عبدالإله فرح ومنى الجراري و د. صابر بن داود من الحصول على المنحة المخصصة لموضوع ظاهرة المؤثرين ومشاهير منصات التواصل الاجتماعي والتأثيرات الاجتماعية الناشئة عنها.

وتتمنى المبادرة التوفيق للباحثين في طريقهم البحثي والخروج بنتاج يثري المحتوى البحثي العربي، كما تشكر جميع من تقدموا بمقترحاتهم وتثمن تواصلهم ورغبتهم بالتعاون لتعزيز مستوى العمل الثقافي في الدراسات والأبحاث.

تم تسجيلك .. ترقب ضوء معرفة مختلفة!
عذرًا، أعد المحاولة