لم يعد لمدير البرامج فرصة لتحديد ما يجب أن يتلقاه الجمهور، فاللعبة في هذا الزمن اختلفت تمامًا، لدى المتلقي القدرة على تحديد ما يريد، وفقًا لاحتياجاته الخاصة، وصار يستطيع من نقرات متفرقة أن يصل إلى المحتوى الذي يريد أن يقضي وقته معه.
إن سلطة رؤساء التحرير أصبحت من الماضي، فلدى الناس كمٌّ هائل من الخيارات التي يستطيعون الغوص فيها، والتنقل بينها، ولهم القدرة على إلغاء ومحو من يريدون وتقريب من يمنحهم ما يحبون.
وصعد البودكاست بوصفه أحد المنتجات الرقمية التي لا تصر على فرض نفسها على المتلقي، لكنها تصبر بانتظار أن يمنحها فرصة، وتحاول أن تكون واعدةً له وقريبةً منه، متاحةً عبر تطبيقات يسلكها كل يوم.
ومن هنا كانت أهميتها، في البساطة في الصنع، والبساطة في الحضور، وعدم فرض نوع من التحفز للتلقي، فهي يمكن أن تكون رفيقة في أي مكان، ويمكن دفعها لسرعة أكبر، أو الاستماع إلى جزءٍ منها، ولم تخضع لعامل الوقت المناسب، فموضوعها متاح للتداول في كل وقت، كل ذلك تلبية لرغبات شرائح واسعة من الناس.
التقينا في هذا العدد من نشرة المنور الأستاذ محمد الشثري وهو مقدم بودكاست جولان ووجهنا إليه بعض الأسئلة
- ما الذي يجعل البودكاست متفوقا إعلاميا في قدرته على الوصول والتأثير؟
باعتقادي أن محتوى البودكاست يتفوق على غيره في نوعيته، وخصوصية المستمعين له. فالوصول إلى حلقة معينة من بودكاست يعني الذهاب إلى تطبيق الاستماع، والبحث عن الحلقة وسماعها. بعكس خوارزميات منصات أخرى تساعد على انتشار المحتوى للفئات المستهدفة وغير المستهدفة.
بالأرقام، تشير دراسة أجرتها "شركة مايكس للبودكاست" أن بقاء استماع الجماهيري للبودكاست يصل إلى 80%، وهو متوسط استبقاء المستمع في البودكاست (أعلى بكثير من المتوسط في اليوتيوب الذي لا يتجاوز عادة 30%)
وفي باب الفئة العمرية والمستوى التعليمي فإن أكثر من 85% من جمهور البودكاست يقعون ضمن الفئة العمرية ما بين 18-36 سنة و 79% منهم يحملون شهادة البكالوريوس فأعلى.
أما في جانب الأثر والتسويق:
الاستجابة
63 % اشتروا منتجًا سمعوا عنه عبر البودكاست.
الأثر
71 % يؤكدون أن أحد سلوكياتهم تأثرت بالبودكاست.
الموثوقية
93% يثقون بما يطرح في البودكاست أكثر من أي منصة أخرى.
- يلام صناع البودكاست على المعايير المنخفضة في تقييم الضيوف أو اختيار المقدمين، كيف تقيم ذلك وهل سيسبب ذلك مشكلة في استمرارية النجاح؟
أعتقد أن "البودكاستر" أو المحاورين وصانعي المحتوى في المجال لم ينصفوا في هذا الباب. أقول ذلك لأني أعلم أن النسبة الأكبر هي جهود فردية بإمكانيات محدودة، وكل بودكاست يتحرك وفق إمكانياته. حتى يأتي ذلك اليوم الذي تتحول فيه شبكات البودكاست إلى شبكات لصناعة المحتوى بميزانيات تشغيلية، فنطالب بشكل أكبر بالجودة في كل شيء. لكن رغم الإمكانيات الموجودة، فهناك نماذج نوعية تربعت في قمة البودكاست العربي.
وهذا لا يعني أننا ندعو إلى التنازل عن الجودة والمعايير في الضيوف والمقدمين، ولكن لكي نراعي ونقدم نقدًا بنّاءً لأن الصناعة حديثة.
استطاع بودكاست "جولان" أن يُقدم مادة مختلفة ومتطورة، كيف استطعتم تحقيق ذلك؟
بعد توفيق الله كان بسبب تخصص البودكاست، فهو يستضيف الضيوف ليتحدثوا عن تجاربهم القرائية في نَتَاج شخصيات ثقافية مؤثرة في الجانب الثقافي والمعرفي. صحيح أن التخصص يحد من الانتشار إلا أنه يؤثر بشكل عميق في الفئة المستهدفة من البودكاست؛ وهم المهتمين بالثقافة والمعرفة التي يسهم بها كبار من يقرأون لهم.
ما هي تطلعاتك القادمة لجولان؟
أن يكون بودكاست جَوَلان أكبر مكتبة عربية (مسموعة ومرئية) في السير الذاتية الثقافية.
بين الكوريتين الشمالية والجنوبية الكثير من التوتر الذي تفرضه حالة الانقسام، وفي رواية "موعد مع أخي" سيرة روائية لتقارب في الدم تفصله الحدود.هذه الرواية للكاتب "يي مون يول" تقف على الحد بين أخوين تفصلهما أصوات الكراهية العالية والمحبة التي تنبع من الجذور ذاتها، وستجد نفسك بين طرفيها تحاول أن ترأب الصدع في داخلك وتعيد الإنسان إلى طينه القديم.
كانوا يعرفون تلك النوافذ الغامضة في الصحراء، المنعطفات التي تحجبها الشمس، ومواطئ الإبل على رمالٍ من ذهب، يمسكون بأيدي التاريخ ويدلّونه على تلك الأيام التي تصنع فارقًا في الدروب، وصفحات جديدة من الأثر..
اطلعوا على بحث القيافة في بادية المملكة العربية السعودية للأستاذ عبدالإله القحطاني