الألعاب الأولمبية- مكسيكو 1968
في الوثب العالي يتقدم ديك فوسبيري لكنه قلق وينفخ أنفاسه في يديه، ينظر إلى الأرض ثم يشد قبضتيه بقوة..
لا أحد من الجماهير يتوقع أن يشهد تاريخًا جديدًا للمنافسة، ولا يبدو أن فوسبيري نفسه كان واثقًا مما سيحصل!
ينطلق إلى الأمام ثم يقفز وظهره بمواجهة العارضة، في أول مرة لتطبيق هذا الأسلوب في تاريخ اللعبة، فقبل هذه اللقطة كان الجميع يقفز ووجهه بمواجهة العارضة..
الخلف لا الأمام!
يكسر ديك فوسبيري الرقم القياسي والقالب المعتاد ويتيح للاعبين بعده أن يطوروا قفزات نوعية أخرى..
هناك دائمًا زاوية أخرى للنظر إلى الأمور..
تعرفون فرقة البيتلز؟
لكنْ هل تتذكرون أن غلافَ ألبومهم الوحيد كان مجرَّد صورة لأعضاء الفرقة يعبرون على خط المشاة؟
ولم يصحبْ ذلك أيُّ كلمة إضافية..
وحين نقول إنَّ ليو ميسي حصل على كأسِ العالم، ألا تتبادر لأذهانكم صورته لابسًا البشت؟
نعم.. لقد أسهمت الصورة منذ اختراع الكاميرا إلى تغيير أنماط التلقّي كليًا، ولم تقف عند ذلك، بل حتى الذاكرة الإنسانية أصبحت ترتّب ذكرياتها على شكل صور مختلفة..
وقد يقول لكم أحدهم: في تلك اللحظة مر شريط حياتي كاملًا أمامي..!
ولنترك ذلك..
ففي السياحة تحديدًا ستجد أنك تشتمّ رائحة الغابات إذا أبصرت طريقًا يشق الأشجار في اخضرارٍ لا نهائي..
وينشر المدونون صورًا عديدة ويسألون: هل تصدّق أنها ملتقطة بالقرب منك.. في السعودية تحديدًا؟
إن الصورة قادرة على نقلكم إلى عمق الحكاية، والدخول إلى الأمكنة التي لم تتخيلوها..
طالعوا معنا هذه الدراسة المثيرة للاهتمام للكاتبة: غادة المهنا أباالخيل
"لا يخفى على أحد أن القرن الماضي لم يكن لطيفًا على العرب من حيث تصويرهم الإعلامي؛ إذ تنتشر التصورات الخاطئة، بشكل يومي، من خلال عدسات تصور العرب وتؤطرهم بشكل سلبي"
"تعد الأسرة الملكية البريطانية مصدرًا رئيسيًّا لجذب السياح في المملكة المتحدة؛ فالجماهير العالمية منجذبة إلى تاريخ الأسرة المالكة، ومفتونة بالقصص المحيطة بها. ولن تكون المملكة المتحدة كما هي من دون الأسرة المالكة. لذلك، على مدى العقود القليلة الماضية، كان هناك زيادة في مجال السياحة الملكية"
تُظهر روايات الفرنسي باتريك موديانو قدرة الرواية على استعراض ألبومات الصور..
إنها روايات لا يمكن أن تؤلف قبل اختراع الكاميرا، كما أن هناك قصائد لا يمكن أن تكتب قبل السينما!
في كل رواية يحاول الروائي الحائز على نوبل تقليبَ ذكريات حياته عبر العديد من الصور، ويأخذ الخط السردي لديه العديد من الانعطافات التي تتماهى مع الشوارع والأحياء الباريسية التي التقطت فيها..
تظهر الوجوه والشخصيات في صفحات موديانو باعتماد على "الفلاش باك" وتبدو الحياة بشكلها الماضي، وبشحذٍ للذاكرة يحاول أن يعيد قصَّ الأحداث والتفاصيل..
هل لروما رائحة قهوة؟
أو لباريس رائحة عطر؟
وما هي رائحة مكة
أو نيويورك؟
اكتسبت الرائحة أهمية بالغة في تحديد هويات المدن، وقد تعود لزيارة مدينة فقط بالمرور عبر رائحة مشابهة لها..